إقتباسات

أشهر وأفضل مقولات وإقتباسات وحكم محمد عادل زكي

لأن تاريخ أوروبا الحديث، بل والمعاصر كذلك، هو تاريخ دموي حافل بحروب المجازر وحملات الإبادة؛ فيمكن أن نتخذ من التكون التاريخي للتخلّف الاجتماعي والاقتصادي في قارة أمريكا اللاتينية حقلًا خصبًا للتحليل لأنها تمثل النموذج الأمثل لأعمال السلب والنهب والإبادة الَّتي قامت بها أوروبا الاستعمارية في فجر تاريخها الحديث. فجر الرأسمالية الظافرة.

من المحظور منهجياً فصل الوعي بالتكون التاريخي لاستبداد أنظمة الحُكم في المجتمعات العربية عن الوعي بتاريخية تكون ظاهرة التخلّف الاجتماعي والاقتصادي في هذه المجتمعات.

"الريكاردوفوبيا"، من أخطر أمراض الماركسيين الَّذين تربوا على كراسات التعميم والموجزات الأوليَّة. فالأغلب من هؤلاء ودون أن يقرأوا سطرًا واحدًا لدافيد ريكاردو؛ لديهم الرعب المقيم من أن يَجدوا جذور ماركس في العلم الريكاردي. وكأن ماركس أتى بعلم لم يأتِ به الأوَّلون! تكمن المأساة هنا في الإصرار الجاهل على إقامة القطيعة المعرفيَّة داخل التراكم المعرفي للعلم الاقتصادي؛ انتصارًا لتمذهب أجوف، يُعتَنق بهستيريا جماعيَّة.

إن ماركس لا يستبدل الاقتصاد السياسي القديم باقتصاد سياسي جديد. فالاقتصاد السياسي الماركسي مصطلح لا معنى له إلا في أمخاخ من يتلاعبون بعقول الشباب. إنما هو النقد لعلم الاقتصاد السياسي كما تشكل على يد الآباء المؤسسين، ومحاولة استكماله ابتداءً من الأدوات الفكرية التي قدمها هؤلاء الآباء العظام.

تكمن أزمة الذهن العربيّ، الَّذي أصابته التبعيّة بلوثةٍ عقليّة؛ في أنه ظنَّ أن التقدُّم وسيلته تدمير التراث، وتخريب الثوابت، وإهدار الأصول، وطمس القيم، وإنكار الدين! وعادةً ما تتستَّر هذه الهيستريا العقليَّة بدعاوى الإبداع ومَزَاعم التجديد، وهي في حقيقتها ليست سوى محاولات جاهلة تَتشرَّب بأمراضٍ عُصابيَّة تحتاج مصحَّات نفسيَّة، لا المناقشة في حلقات فكريَّة.