هذا هو العالم الَّذي أفرزته الـ 500 عام الماضية. أنه العالم الَّذي شرع يرنم ترانيم هلاكه على مذبح الإله الأبطش: الرأسمالية المعاصرة. بقيادة كاهن معبدها: اقتصاد السوق. وفي هستيريا جماعية أطلق خُدَّام المذبح (المرصَّع بالدولار) بخور الجنائز بعد أن تُليت عليه إصحاحات من كتاب الانحطاط في معابد "وول ستريت" وفروعها في طوكيو وبرلين ونيويورك وباريس.
كي تنجح في التعامل مع الجسم النظري لأي مفكر من الآباء المؤسسين للاقتصاد السياسي؛ إعلم بأن الإصبع حينما يشير إلى القمر؛ فمن الغباء النظر إلى الإصبع.
الباحث الجيد هو الَّذي لا ينبهر بما يصل إليه من أفكار، ويتجاوز ذلك إلى نقدها. فهو ذهن قلق لا يخلد إلى المسلّمات. النهايات أشد ما يزعجه.
المفكرون الحقيقيون لا يصنعون اتباعاً لهم؛ إنهم يصنعون مزيداً من المفكرين.
أنني أقصد بالرأسمالية، مخالفةً للسائد في كراسات التعميم، خضوع الإنتاج والتوزيع في المجتمع لقوانين حركة الرأسمال أياً ما كان مستوى تطور قوى الإنتاج، وأياً ما كان شكل وطبيعة التنظيم الاجتماعي/ السياسي. الرأسمالية إذاً في مذهبي هي القاعدة التي تعمل عليها جميع النظم الاجتماعية عبر حركة التاريخ البطيئة والملحمية.