تحميل كتاب يا عبادي pdf الكاتب مريم توركان

حينَ تُدلي برأيكَ بخصوص موضوعٍ ما فبالعقلِ لا بُدَّ وأنْ يكونَ رأيكَ هذا خاصّ بصُلبِ الموضوع حتّى لا يُلاحَظ سفهك للمُطلّعين، أمَّا إنْ تجاوزتَ ذلك بخوضكَ في عِرضِ الكاتب ذاتهِ زاعمًا بأنَّكَ رجل والرجالُ قليلون فالرجال منكَ براء؛ لأنَّهم لا يقبلونَ التعدّي بالقولِ على أحدٍ ما قالَ إلَّا الحقّ بل وأيّدوهُ أيضًا، ماذا جَنيتَ غير فضح نفسك الخبيثة وأخلاقكَ الدنيئة وتماديكَ في صفاقتك؟!

يُقالُ أنَّ الكلمة تُعبّر عن عقلِ قائلها وكذا الأسلوب يُعبّر عن شخصِ صاحبهِ، أمَّا الأخلاق فتُعبّر عن مدى تلّقي الشخص للتربية من عدمهِ، ولا ألومُ على الوالدينِ ما دامَ الشخص بالغًا من العُمرِ ما يكفيهِ أنْ يتعقل ويُهذب نفسه.

اللوم كُلّ اللوم على ذاتهِ الوضيعة التي تفرح بسبِّ هذا وقذفِ ذاك، وما ذلك من الرجولةِ في شيء.

حينَ تُحاول تمويه حقيقة ظاهرة كوضحِ الشَّمس لا تسبّ عِرضًا فالأعراض محفوظة من اللَّهِ، ولها حُرمة إيَّاكَ وانتهاكها؛ لأنَّكَ بذلك تتجرأ على ملك الملوك ربّ العِزّةِ والجبروت، فقط حاولَ طمس الحقيقة إنْ استطعتَ إلى ذلكَ سبيلًا.

ومن التبجُحِ أنْ يُخالفَ أحدهم ما أمرهُ بهِ الإسلام من قولِ الخير أو الصمت، ثُمَّ تراهُ ينتهك حُرمات غيرهِ، بل ويدّعي أنَّهُ الفارس الأوحد من الرجال المُدافعينَ عن الدين؛ وهو بذاتهِ مَن يُخالف أوامر الدين!

سبحان اللَّهِ العظيم على ما نراهُ من سفهٍ وعتهٍ من البعض!

وأعني بذلكَ غير المُنصفينَ في أقوالهم، فمَن أرادَ أنْ يُدلي برأيهِ فليقرأ عمّا سيقول فيهِ رأيه، لكنْ أنْ يتشدق أحدهم بما لا يُرضي اللَّه عن موضوعٍ هو لم يقرأوهُ فذاكَ هو الجاهل والأُمّي أفضل منهُ بكثير.

التعامُل فنّ لا يُجيدُهُ سوى ذوي الأخلاق الحميدة والخِلال الكريمة، فمَن عاملكَ بالحُسنى عاملهُ بالتي هي أحسن، ومَن عاملكَ بالوضاعة والصفاقة فأعرض عنهُ وضع نصب عينيكَ قوله تعالى"سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ".

ولتُكمل ما بدأتهُ، واصل وثابر ولا تكسلنَ، فما دُمتَ واثقًا برَبّكَ لا تلتفتْ؛ فالمُلتفتْ لا يصل، وأنتَ بحاجةٍ إلى كُلّ ثانية لتتركَ أثرًا يجعلُكَ حيًّا وإنْ أصبحتَ يومًا على النعشِ محمول.

تحميل كتاب يا عبادي PDF - مريم توركان

هذا الكتاب من تأليف مريم توركان و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها