تحميل كتاب بالْما و الشطّابَة pdf الكاتب نور الدين حنيف أبوشامة

إشراقة في ديوان (بالما والشطابة) بقلم الشاعر والزجال فؤاد البياز:

تقول البيولوجيا إن الكائنات المتحركة الراقصة بالنوتات والرعشات أساسها الماء. وتقول الاستروفيزياء إن متلازمة الأوكسجين والهيدروجين فجرت عصر الكامبري، فلا يتورع الزجال المبدع نورالدين حنيف أبوشامة في أن يدغدغ وجود أرواحنا على مقاس الازمنة الحية في ديوانه الموسوم ب ) بالما والشطابة. فالماء يرمز لنعمة الحياة النابضة في الوجدان الشـ عبي والديني ( وجعلنا من الماء كل شيء) بينما الشطابة في المخيال الشعبي فهي مثل يدل على الرفض وعدم القبول والنفي إلى أقصى البر الذي هو خشبة دينامية الحياة في سابقة زجلية مبهرة يسمي الزجال نورالدين حنيف أبوشامة قصائده في هذا الديوان بالماء الأول والماء الثاني بدل القصيدة الأولى القصيدة الثانية... الخ.

نور الدين حنيف أبوشامة يلاعب الماء في عشرين حالة ماء قطعها زجالنا عبر الأزمنة الحية من عبور أستطيقي اختلط فيه التراب والهواء والنار والماء عبر تعاقب الليل والنهار ليصرخ الإنسان ويقول أنا موجود، كما في قصيدة "طاح مني "آدم" مسـتهلا بصرخة تعجبية (ياه وهاذ الريح واشمة خذ الليل) ولا تخلو قصيدة مائية من ذكر الماء (واش الما اسمع لوعتي) من الماء كانـت سجادة ( خضرا ... ارجل في الما وعين في السما . ابحور في لعيون السالبة طريق لما ... نقرات اضلافها على متون المـا ... ) ويرى الزجال نور الدين حنيف في الماء طهارة وتقربا إلى عالم الجمال والرقي، وصلاة ودعاء ونجاة من عالم منحط حين يغوص الإنسان برجله في التراب يكون الماء هو المزيل لدنس العالم السفلي، الماء هو الغسل الماء هو الوضوء الماء هو معراج التجلي.

إن الدلالة التي نستشرف بها خبر وجودنا في دیوان ( الما والشطابة ( يأخذنا فيها الزجال نور الدين حنيف في قصيدة ( ف عين يوسف - رشي حوضي - تفاحة آدم - علـــة لفقيه -غوت الما - راس النبع ) وكأنه يدق أبواب السماء ليخرج مفاتيح القدر وقيمة الحياة في أقصى محن الإنسان وضيقه عندما القي إخوة يوسف يوسف في الجب، كانت علامة على بداية يوسف الصديق و يوسف الحاكم الذي بيده إدارة شؤون البلاد.

لا نأمن مكر الماء فهو البئر وهو الموج وهو الغيمات الممطرة بالصواعق ... يأخذنا الزجال نور الدين حنيف بسخرية في قصيدة ( قالب سياسي ) ويقول ( قالب ليـا وقالب ليك حابة فيا وحابة فيك .. ايوا ذوقني يرضي عليك وخلي الما.. يسقينا غمـام ... ) هنا ندرك أن دلالة الماء القوية في عيشنا الصاخب، فمنا السكر المذاب في الماء ومنا الملح المذاب في الماء ومن الدرن الآسن ومنا الغريق في الماء ومن الناجي في المـاء فمن منا يأمن مكر الماء.

إن الكتابة الزجلية عند الزجال نور الدين حنيف أبوشامة مفعمة بقوة الشعرية والرمزية التي تحتاج إلى أكثر من مقصلة فكرية ونقدية، حيث تتأرجح بين الحاضر والماضي والمستقبل، بين أنطولوجيا الماهية وماهية الوجود بين الماجريات والميتافزيقيات.... بقاموس شرب من معين الجمال.

تحميل كتاب بالْما و الشطّابَة PDF - نور الدين حنيف أبوشامة

هذا الكتاب من تأليف نور الدين حنيف أبوشامة و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها