تحميل كتاب طقوس الطواسين pdf الكاتب نور الدين حنيف أبوشامة

نظم الشعر ليس بالأمر الهين، لا في مجال القصيدة الخليلية ولا في مجال القصيدة الحرة، و لا في مجال قصيدة النثر، و لا في أي نوع شـعـري آخر... و الأمـر يـكـاد يكون أو هو يكون حالة مخاض عسير الانبثاق، و عزيز الانكشاف و غابر التجلّي، و لوبـدالبعضنا ممن يسمون ذواتهم بالشعراء أن القريض ممكن مادام مُتعَيِّناً في جسد اللغة، و بالتالي فأي تحكم في ناصيتها هـو بالتداعي و الاستتباع تحكّم في نواصي الشعر. و هذا لعمري هو الوهم في التصوّر و العطب في الرؤيا.

وهنا أتذكر الشاعر القديم "الفرزدق" الذي يؤثر عنـه قول في الشعر، كاد يسير مسار المثل السائر فلهجت به الألسنة في غابر الزمان و في راهيه الآن... قال: (تمرُّ علي الساعة وقلع ضرس من أضراسـي أهون علي مـن عمل بيت من الشعر) مُدركاً في وقت مبكر أن المشقة في قرض الشعر عنوان كبير في تجربة القول العالي في منسوب الشعرية، بغضّ النظر عن القوالب الفنية التي تحتضن هذا الشعر و هذا الإبداع.

أقـول هـذا في سياق خاص، لأننـي و أنـا أُعـاين قصائدي في هذه الإضمامة، وجدتُها تنتمي لعقدين من الزمن، نظمتُها في فترة تراوحت بين عقدين ، من عام 2000 إلى عام 2020، و بعضها انتمى إلـى هـذا العــام و مـا قبله، و هي قليلة بالمقارنة مع سابقاتها في التأريخ. و في هذا المساق كانت القصائد ترفض التجلي و الكشف عن سيقانها الفاتنة على صفيح صروح الانزياحات الممرّدة من قوارير. و بعضـها كــان يأتي كالرؤيا و الأحلام، و بعضها كان ينساب انسياباً كأنهـا الزلال في يوم قائظ ، و أغلبها – كما أسلفنا – كــان عذاباً استوعبه "الفرزدق" أيما استيعاب.

الشّعْرُ في منظوري المتواضع محراب خاص، لا يأتي إلا بمكابدة طويلة لحصول الخشوع في حضرة الخيال المجنّح الذي لا يشبه واقعنا و في نفس الآن لا يتنكر لواقعنا. من هنا قوة نظم الشعر و فرادته و جبروته إن شئنا قولاً مُنصفا.

تحميل كتاب طقوس الطواسين PDF - نور الدين حنيف أبوشامة

هذا الكتاب من تأليف نور الدين حنيف أبوشامة و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها