محمد الحبيب بن بلحسن بن علالة ثامر. ولد في تونس يوم 4 أفريل 1909. زاول دراسته الابتدائيّة والثانويّة بالمدرسة الصادقية ثمّ بمعهد كارنو حيث حصل على شهادة الباكالوريا وتحوّل سنة 1929 إلى تولوز ثمّ باريس لمواصلة دراسته العليا بكليّة الطبّ وتخصّص في فنّ الطبّ الاجتماعي. يعدّ مهندس المقاومة المسلّحة ضدّ الاستعمار الفرنسي ومن دعاة بناء صرح المغرب العربي. ولعلّ نشاطه الحثيث المتواصل ضمن "جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا" في الثّلاثينات يفسّر الكثير من ملامح مسيرته.فقد كان له حضور مكثّف في أشغال مؤتمرات هذه الجمعية وكان من عناصرها المسيّرة والمشعّة. فقد انتخب على التوالي:
كاتبا عاما: السنة الجامعية: 1931 - 1932.
رئيسا مساعدا: السّنة الجامعية: 1933 - 1934.
رئيسا: السّنة الجامعية: 1934 - 1935.
رئيسا مساعدا: السّنة الجامعية: 1935 - 1936.
رئيسا: السّنة الجامعية: 1936 - 1937.
وقد كانت هذه الجمعية التي تأسّست سنة 1927 تهدف إلى توثيق علاقات الأخوّة والتّضامن بين طلبة المغرب العربي المزاولين دراستهم في الجامعات الفرنسية الذين سيصبحون في كلّ من المغرب الأقصى والجزائر وتونس، العمود الفقري للنّخبة الوطنية قبل الاستقلال وبعده. فقد كان لتحوّلات بلدان المغرب العربي الاجتماعية والاقتصادية والثّقافية والسّياسية (أزمة الثلاثينات) وقْعٌ عميق لدى هذه النخبة، ولم يكن عفويا انشغال الطالب الحبيب ثامر بخطر الوضع العام في تونس زمن المقيميْن العامّين: كلود منصرون Claude Manceron(1933 - 1929) ومارسال بيروطون Marcel Peyrouton(1936 - 1933). فقد كانت البلاد مهدّدة في كيانها ومستهدفة في هويتها العربية الاسلامية (تنظيم المؤتمر الافخارستي بقرطاج سنة 1930، الاحتفال بخمسينية الحماية سنة 1931، حوادث التجنيس سنة 1933.).