تحميل كتاب معركة التجنيس pdf الكاتب حمّادي بن حمّاد

معركة التجنيس " مسرحية - صدرت سنة 1986 - تروي أحداث ما عرف بقضية التجنيس التي شهدتها البلاد التونسية في الثلاثينات .
و باختصار هي محاولة سعت من خلالها السلط الاستعمارية الفرنسية للضرب من الهوية التونسية عبر منح الجنسية الفرنسية لمن أرادها من التوانسة في مقابل تخليه عن جنسيته الأم . وهو ما أدى لاستنكار شعبي تجلى في رفض التوانسة دفن المتجنسين في مقابر المسلمين . رفض سرعان ما تحول لتحد للسلط الاستعمارية التي لجأت للمشائخ لاستصدار فتوى تبيح عملية الدفن - وهو ما تم فعلا - .
في هذا المناخ ستظهر صحيفة عرفت بالعمل التونسي او لاكسيون تونزيان وعلى رأسها محام شاب اسمه الحبيب بورقيبة ، حملت مشعل الرفض و المناهضة للتجنيس و ولتكون تلك أول معركة ينتصر فيها الحبيب .

المهم اختيار الكاتب لجنس المسرحية في محله ذلك أن الشكل الملحمي التراجيدي يتوافق مع غايته ، أي التغني بملحمة الزعيم الأوحد و الأكبر . الزعيم بورقيبة هنا لم يحضر بشخصه لكنه كان قطب اللوحات الثمانية ، ومحور حديث أعيان الحاضرة ومثقفيها في اللوحة الأولى ، و المعمرين الفرنسيين في اللوحة الموالية فسكان بلدته ثم سكان بلدة المؤتمر في اخر مشهد . كذلك المقدمة الاحتفالية لكل مشهد يغلب عليها الطابع الميتافيزيقي و الاستحضار الحماسي للبطل المخلص والتبشير به . وبطبيعة الحال سيقع تصوير الشرائح المتحالفة والموالية لهذا البطل في أبهى حلة وكأنها الوحيدة التي أحبت الوطن وجادت من أجله - بالتوازي سيتم الحط من الاطراف المقابلة - .
الإيجابي في المسرحية هو الإشارات التاريخية المهمة ولو أنها جاءت في شكل كنايات مثل بعض المواقف المناهضة للتجنيس .. وحادثة مرافقة بورقيبة لوفد المنستير الذي توجه لمقابلة الباي وهي حادثة ستتذرع بها اللجنة التنفيذية للتشهير به و ما ترتب عن ذلك فيما بعد من أحداث .
من الإيجابيات أيضا خاتمة المسرحية والتي نجح في المؤلف في قولبتها وربطها بحدث لا يقل أهمية عن سابقيه ألا وهو مؤتمر قصر هلال .

ختاما ، هذه المسرحية لا تمثل تجديدا بل تعتبر مثالا صارخا للتوجه الأدبي والتاريخي السائد وقتها و القائم على اختزال مسيرة نضال شعب كامل في شخصية زعاماتية واحدة

أمين الحرشاني

هذا الكتاب من تأليف حمّادي بن حمّاد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها