تحميل كتاب كلمات صريحة في التقريب بين المذاهب أو الفرق الإسلامية pdf الكاتب يوسف القرضاوي

فقد علم الفريقان من الشيعة والسنة: أني عشت دهرًا من عمري أدعو إلى التقريب بين الطوائف والفرق الإسلامية، الذي نعبر عنه أحيانًا بالتقريب بين المذاهب الإسلامية، وربما لامني لائمون - أو قدح في قادحون - من الفئات المتشددة من أهل السنة، واتهموني بما يعلم الله أني منه براء.

ولقد شاركت في عدد من مؤتمرات التقريب: في الرباط بالمغرب الذي دعت إليه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الإسيسكو»، وقد قدمت فيه ورقة قصيرة، لكنها مهمة. وفي مملكة البحرين شاركت في المؤتمر الذي دعت إليه وزارة الشؤون الإسلامية تحت رعاية ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وقدمت فيه ورقة غير قصيرة، تضمنت ركائز أساسية للتقريب، سميتها: «مبادئ في الحوار والتقريب بين المذاهب الإسلامية»، لخصتها في عشرة مبادئ لا بد أن ترعى وتنفذ إذا كنا نريد تقاربًا حقيقيًّا، منها: حسن الفهم، وحسن الظن، والتركيز على نقاط الاتفاق، والتحاور في المختلف فيه، وتجنب الاستفزاز، واجتناب تكفير كل من قال: «لا إله إلا الله»، والبعد عن شطط الغلاة، والمصارحة بالحكمة، والحذر من دسائس الأعداء، وضرورة التلاحم في وقت الشدة.

كما حضرت مؤتمرًا آخر في دمشق دعا إليه مجمع الشيخ كفتارو مع بعض الجهات الشيعية في سورية، وزرت الإخوة في طهران سنة 1998م في الولاية الأولى للرئيس خاتمي، وقد استقبلني الرئيس استقبالًا حسنًا، واحتفى بي احتفاء خاصًّا، كما احتفى بي المسؤولون وكبار المشايخ والملالي من آيات الله وحجج الإسلام، وأقاموا الأحفال في كل مدينة زرتها، ومنها: طهران، وقم، ومشهد، وأصفهان، وكانت كل اللقاءات تقوم على المودة والبشاشة وشدة الترحيب، والإشادة بدوري العالمي في نصرة التقريب....

هذا الكتاب من تأليف يوسف القرضاوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها