تحميل كتاب و هذه لعثمان pdf الكاتب محمد مرقة

في مكة وقريبًا من الكعبة، في المكان الذي كانت قريش تجتمع فيه لتباحث عظيم أمورها، دارِ الندوة، كان عثمان ذو الرابعة عشر من عمره واقفًا بالباب بثيابه الفاخرة، ومنظره الحسن، يستمع إلى حديث زعماء قريش، وتذاكرهم ما فعل الله بأبرهة الأشرم، لمّا قصد مكة بجيشه الجرار ومعه الفيلة يريد هدم الكعبة، وأنهم أوسط العرب نسبًا، وأن العرب جميعًا لا تجرؤ على قصدهم بشر، فهم عمّار البيت الحرام وأصحاب رفادته وسقايته، وتباحثهم آخر ما آلت إليه أمور الحرب التي بينهم وبين قبائل قيس عيلان، تلك الحرب التي عُرفت فيما تلا بحرب الفِجار.

- قد كثر القتل فينا البارحة.

- لا بأس، فالأيام دول، وإن كانت الغلبة لهم البارحة، فقد كانت الغلبة لنا فيما مضى من أيام.

- والله ما فُجعت بشيء أكثر من مقتل أبي سفيان بن أمية.

- أجل، لكننا قتلنا من أشرافهم، ولصقت بهم سُبّة الدهر أبدًا يوم مدار قيس.

- الصبر الصبر، وما أسرع انقضاء الأيام، وموعدنا معهم العام القابل.

بعد أن انفض المجلس، وأدلى كل رئيس من كبراء مكة برأيه، انطلق عثمان متجهًا إلى بيته، وفي طريقه، رأى أبا طالب بن عبد المطلب راجعًا من دار الندوة، يحيطه بنوه وأبناء إخوته، يتوسطهم محمد.

تحميل كتاب و هذه لعثمان PDF - محمد مرقة

هذا الكتاب من تأليف محمد مرقة و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها