تحميل كتاب ناصية القراءة ج2 - قراءات ثقافية في الأدب العربي pdf الكاتب هدى توفيق

في الجزء الثاني من ( ناصية القراءة 2)، للكاتبة / هدى توفيق ، الصادر عن دار نشر يسطرون للطباعة والنشر عام 2022م / مصر ـ القاهرة. يحتوي على عدة قراءات ثقافية نقدية تستكمل بها مشروعها عن الجهد المعرفي ؛ لتتفحص في ملامح الوجوه الإبداعية المتعددة الرؤى، وإضاءة فنيات واستلهمات العمل الإبداعي في مختلف أشكاله.  
القراءة الأولى : عن المجموعة القصصية (ورد الجليد). للكاتب / أحمد الخميسي .الذي يعتمد على تشريح علاقة المؤلف بالبطل طبقا لرؤية باختينية داخل دوائر( جمالية الإبداع اللفظي ). وتدور جميع قصص المجموعة في دائرة مركزية تعبرعن تباين العلاقات بين المؤلف والبطل بأكثر من طريقة وقناع . ومن ثم تلك الأقنعة تتشكل داخل القصص بتنوع وافر، وحذق إبداعي عال يشع نوره، ووهجه الاحترافي بين جميع القصص، لتشترك جميعها في محور هام التقطته متعة القراءة برؤى انطباعية ثقافية لا أكثر؛ وإن كان هذا أيضًا يتضمن طرحًا نقديًا يوضح علاقة المؤلف بالبطل. وذلك طبقا لما اقترحه باختين : ( إن المؤلف هو المصدر الوحيد للطاقة المنتجة للإشكال ، وهو مصدرلا يتوفرعليه الوعي المنفسن و(المصاغ نفسيا) ، بل يستقر في إنتاج ثقافي دال ). 
القراءة الثانية: عن المجموعة القصصية (ثرثرة خلف المحراب)، للكاتب حسين السنونة. وتبدأ من عتبة النص الإبداعي وعلاقته ببقية قصص المجموعة. وقد تبين هنا أن المحراب له معنى شمولي فضفاض، وذلك التضاد بين المحراب والثرثرة تضاد يتعالق بالمفارقة اللغوية؛ التي تحتوي على مضامين جمالية، وإبداعية زاخرة بالتأويلات ذات الخيال الرمزي المتعدد الرموز، في أغلب قصص المجموعة. بين (الدال والمدلول)، باستقامات خيالية تمتزج بها داخل خليط متجانس، لتتقابل الدلائل الحسية، والمجردة في تفعيل مدلولات تتسع بفضائية العالم القصصي، التي بدأت بها عتبة النصوص القصصية، لتفتح شهية الثرثرة، والبوح القصصي الإبداعي، ومن ثم تبرز دورالألعاب الفنية التي تشق طريق وعر ؛ من أجل التعبيرعنه بصدق فني عال، لتخلق سرد إبداعي يثرثر بفصاحة، وانفتاح على بواعث نصية واسعة المدى؛ من حيث التأويل، والدلالة، والترميز الخيالي الفني المتجاوز حدود الذاتية والداخلية النفسية، بمسارات موضوعية غالبة على كل المستويات : من اجتماعي، ديني، ثقافي، سياسي، وقد تبلورت تلك القصص من خلال تقنية (الخيال الرمزي) الفضفاض المدى ببوح سردي عميق المغزى، هادف المنال، نبيل المقصد، للرمز الأعلى عن الحرية والتحرر من السلطوية الديكتاتورية سواء سياسي أو ديني أو ذكوري. أي بمنحى عن كل مظاهرها القمعية والديماجوجية ؛ من خلال تفعيل ملكة (التخييل الفانتازي).  
القراءة الثالثة: عن رواية (نخلة وبيت). للكاتب عيدروس الدياني ، ويتجسد بها التاريخ كمدلول سميولوجي تواصلي ، ودلالي ؛ حيث يمثل التاريخ الشاهد الأكبر، والمعبرعن ثقافة الشعوب المختلفة بين الدلائل المعرفية ، والثقافية ، والاجتماعية الهامة، كمدلول سميولوجي تواصلي ، ودلالي بارز من خلال أبطال روائية تحكي وتسرد بقدر عال من التخيل ، وفنيات السرد، والصدق الفني ؛ تدور في دائرة سميولوجية بوجه عام.  
القراءة الرابعة: عن ثلاث قصص قصيرة للكاتب محمود الديب ، وفيها  تتجسد تصويرالتعبيرية في تلك القصص الثلاث بجمع واحد، ليُبدع منها الكاتب بطولاته الحياتية الذاتية وسط واقعه المأساوي. بين ( قصة: سياج، ومقام ، وحبة ). حيث تزخر بحساسية المبدع التعبيرية الشديدة الرهافة، والحساسية الخلاقة لتجعل من إشارات الواقع البسيطة تصورات وتخيلات تتجاوز منطق الواقع، بتشكله المادي إلى محسوسات مجردة داخل (المتخيل السردي). برؤى تخييلية منفتحة على دوائر الواقع الضيقة والمغلقة، لنتبعه في منهج محدد حتى نصل إلى ما يشغلنا من فنيات المخيال، والتخيل السردي القابع خلف اطروحاته الفنية. كما طرحها لنا أ.د/ عبدالله إبراهيم في كتابه (المتخيل السردي) قائلاً: (يجد الناقد نفسه بمواجهة مادة قصصية إبداعية ملتهبة ، تتنازعها أربع مراحل أساسية ، تدور جميعها في أفق واحد، هو الأفق التعبيري ،إذ تبدو مكونات ذلك العالم على غير ما هي عليه ، إنما تمثل عبر وعي الرواة الذين يقدمون المادة القصصية ، وذلك بأن تضفي على تلك المكونات أحاسيس وانفعالات خاصة ، تصفى ضمن وعي خاص ، وتنأى عن جذرها، أي تبتعد عن مرجعها، وتؤسس لنفسها فعلاً دلالياً خاصاً، ونصطلح هنا على تلك المراحل ، بمصطلحات تطمح لتأثير خصوصية العالم الإبداعي للقاص...، ولا نبغي من ذلك حصر ذلك العالم ضمن أطر ثابتة ، إنما يمكن القول ، أن تقسيم عالمه إلى مراحل فرضته طبيعة عالمه الإبداعي ، ومراحل التطور التي شهدها: 1- التعبيرية الواقعية 2- التعبيرية الرمزية 3- التعبيرية الشيئية ). دون تفعيل المرحلة الرابعة داخل القراءة من المرحلة الأخيرة المذكورة (التعبيرية التاريخية) في المصدر الأصلي.  
القراءة الخامسة: عن المجموعة القصصية القصيرة والقصيرة جدًا (مخرج) للكاتبة صباح فارسي. لا شك أن فن التجريب في القصة القصيرة قد حظي بقسط وافر من النمو والتطور من أشكال قصصية مختلفة تأتي تحت مسميات عدة : القصة الومضة ، القصة الشاعرة ، أو الشعرية ، أو ما يقترب من مصطلح قصيدة النثر إلى حد ما. إذا جاز لنا هذا الادعاء بالإضافة إلى الأقصوصة. وصولاً إلى الشكل المعروف والشائع الآن بكثرة، وأكثر اتساقًا  تحت عنوان القصة القصيرة جدًا، لتمتزج مع مكونات القصة القصيرة سواء في البنية الحكائية أو البلاغية ؛ في شكل أقل من حيث الطول والحجم، وبعدد من الجمل أقل كثيرًا. فتظهر في شكل مكثف ومختزل بقدر ما عن مرتكزات القصة القصيرة المعهودة على التلقي والقراءة ، والتي أيضًا تحمل البنية الاستعارية والتركيبية، باستدعاءات توحي من الوهلة الأولى بالغموض والابهام للقارئ العادي، أو حتى من متذوقي الأدب بوجه عام. في هذا الشكل القصصي الجديد تضم كل المتاح من الدلالات بين الدال والمدلول. ولكن كيف تتحقق تلك الإبداعية من هذا البسيط والقليل؟! ليأتي السؤال الأهم : وكيف يستطيع القارئ المتذوق لقراءة الأدب بذائقة عامة، الوصول إلى هذه المعاني المعمقة وسط هذا (الضلال المرجعي). أو(بلاغة العمى). كما أطلق عليها بول دى مان من منظور( التفكيك على طريقة بول دى مان)؛ إذا تلك الإشكالية المعقدة تركيبيًا وبلاغيًا وإبداعيًا ، ربما لابد أن تواجه بمنظور تفكيكي منفتح.  
القراءة السادسة: عن الديوان الشعري ( تسيالزم أخناتون يقول ). للشاعر طارق أحمد سعيد ، ويستهل ديوانه بتصدير تحريضي: " لا أنصح كل من استسلم للنمطية،أن يقرأ هذا العمل؛ فهو لكل حر أراد أن يحقق وجوده.. إليك أنت ". لنستطيع أن نقول بتماه ياله من (عنواناً مراوغًا). حتى نتابع أقوال إخناتون داخل تسيالزم عن رؤى تلك النصوص، التي رغم أنها انطلقت تحت مسمى أشعار بالعامية المصرية ، لكن تتجاوزالتحديد والنمطية، والتجنيس الشعري؛ الذي يفرقها عن فضاءات قصيدة النثر إلى حد ما وليس كثيرًا، وشعر التفعيلة، والقصيدة العمودية، وكل تنوعات الشعر المؤطرة، فقد دعانا الشاعر بحذر ونصيحة فنية إبداعية؛ كمدخل للقراءة والتلقي، بمفهوم مغايرعما سوف نقرأه ، وما قد قرأناه من سابق القول الشعري لتلك النصوص المختلفة على حد قوله، لنكتشف الجديد والمعادِ والمتمرد على كل تقليدي ونمطي. منفتح على ( لذة الكشف ) الآنية بتفعيل مهارة (غواية العنوان) حيث ( يرى بعض من نظروا للنص في حالة ثبات أما الخطاب فيتم من خلال التفاعل بين اثنين : باث ومستقبل أو ملق ومتلق وكأن موضوع الخطاب ليس شئ معطى وإنما هو شئ ينبه القارئ مسترشدًا بالنص وإن كان ذلك فإن أول المطلوب من المبدع هو دقة اختيار العنوان أو تأسيس العنوان، لأن أول ما يجب أن يثير وعي المتلقي وذهنه هو قراءة العنوان، فهل هو عنوان يثيردهشة ما ، وما نوع هذه الدهشة ؟) - ( ومن هنا يصدق قول امبرتو ايكو : إن على العنوان أن يشوش الأفكار ولا أن يحصرها ). ليصبح ( العنوان يشكل طاقة دلالية هائلة بل هو جزء من لعبة الدلائل ، التي تختزل ما أراد الشاعر أن يوحي به بدالين فقط).(منقول) 

تحميل كتاب ناصية القراءة ج2 - قراءات ثقافية في الأدب العربي PDF - هدى توفيق

هذا الكتاب من تأليف هدى توفيق و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها