تحميل كتاب مدائن الغروب pdf الكاتب وحيد خيون

هذه مجموعتي الأولى (مدائن الغروب), لا أريد أن اشرح معناها الذي أفصح عنه عنوانها لكنني أردت أن أوضح أشياء تتعلق بالزمان والمكانِ الَّذِيْنِ وُلِدَتْ

فيهما تلك القصائد ومن فيهما أنا مراراً وتكراراً.

لقد كتبت القصائد تحت الظروف التالية:

1- إرهاب السلطة ومعاداتي الشديدة لتلك السلطة.

2 - الحرب العراقية الايرانية.

3 - التقاليد الإجتماعية في محيط ولادة القصائد.

4- عمري الصغير فالقصائد مولدها بين عام 1986 و عام 1988 ولا أعتذر في ذلك عن شئ يتعلق بالبناء الفني للقصائد, بل أعتذر عن الجهر في التعبير عن العاطفة التي كان هاجس الموت في الحرب أوالاعتقال في مقرات وكهوف السلطة يدفعني لذلك, كنتُ أنشر قصائدي في الصحف كمجلة الأقلام والجريدة الراصد ومجلة الوطن العربي ومجلة الفيصل السعودية ومرآة الأمة الكويتية وكثير من المجلات والصحف وأنا طالب في الكامس الثانوي مما دعا ذلك رجال الأمن الكُثر إلى الإنتباه إلى عدم كتابتي للنظام. وقد دعيت مراراً وطُرِبتُ من المدرسة مراراً وعُرِضَتْ عليّ أمور كثيرة فما أغْرَتْ تلك العروض وهي (المال والشهرة) صغر سني و كنت شاعراً شعبياً إلى جانب ذلك. في هذه المرحلة الصغيرة من العمر لم تكن لي مدرستي الخاصة في الشعر وكنت أبحث عن سلوك خاص بي واتجاه خاص بي كذلك, وكانت عملية البحث تلك قلقةً, فالأمل في الحياة كان ضئيلاً والخلاص من السلطات كان أمراً مستحيلاً, وكانت تلك الفترة تشهد نكساتٍ عديدة أمربها وأيسرها الفقر الشديد وأهونها الحرمان الكبير وأصعبها أنني شاعر. وفي تلك الفترة أيضا كانت الغربة تتسرب في شراييني فقد هجرت الناصرية والأهل والأصدقاء وعشت متنقلاً بين بغداد والأنبار وكركوك, تلك إضافةً جديدةً وجدية في حياتي, كنت أترفعُ عن كثير من المقامات في بغداد لأن الأغلب ينتهي إلى مستنقع السلطات.

تم قبولي عضواً في الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ببغداد بعد صدور (مدائن الغروب) وكنتُ أنا أول أصغر عضو طوال تاريخه وكنت أرى تلك المنازل صغيرة للغاية بينما كانت حلماً للكثيرين, وكان ذلك سبباً رئيسياً في بعدى عن الأضواء التي سلطها أربابها على نوى وجهين . إنّ لهذا الكتاب (مدائن الغروب) له قصة جميلة لا محل لها الان ولكن المهم عندي صُلْبُ الموضوع وهو الإجابة على السؤال كيف أتت هذه القصائد؟ لقد وافقت وزارة الثقافة والإعلام على طبعه بعد أن طالبوني بحذف قصيدة منه, وهذا مقطع من تلك القصيدة:

إني غريب

لا أهل عندي لا ديار ولا حبيب

إلا النجوم الباكيات القائلات

يا أيها الباكي الدهور الغابرات

إن كنت تبكي للحبيب

حتى الهلاك بلا حبيب

فأعود كل دمي لهيب

وأنام كل دمي لهيب 

کالنار قد حولت عمري من سنين إلى رماد

ومتى ينام الفاقدون بلا بلاد

لا أهل عندي لا ديار ولا عراق

حتى العراق بدأت أشعر أنه عني بعيد

إني أُريدُ ولست أدري ما أُريد

1987 بغداد

#وحيد خيون

تحميل كتاب مدائن الغروب PDF - وحيد خيون

هذا الكتاب من تأليف وحيد خيون و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها