تحميل كتاب ما بعد الحداثة في الرواية العربية الجديدة pdf الكاتب أ. د. مصطفى عطية جمعة

هل دخلنا مرحلة الحداثة حتى نتجاوزها إلى ما بعدها؟

يثور هذا السؤال وتثور حوله الكثير من الإجابات المتعارضة، بين النفي والقبول، لأن الحداثة ليست مذهبية أدبية فقط، إنها تطور مجتمعي شامل، يبدأ بالإنسان وينتهي بالأمة، فمحورها الَدم، ونقض الموروث، وإعادة بناء قلاع فكرية وثقافية من منطلقات عقلية موضوعية، تعالج أدواء الإنسان المعاصر، وتنقذ المجتمعات من صراعات إثنية وموروثات طبقية.

لقد تعثرت الدول العربية في مسيرة التحديث، بعدما امتلكت آمالا عريضة، وخططا طموحة، صيغ كثير منها من منظور غربي، تجاهل الموروث الثقافي العربي والإسلامي، مما جعل نتيجة عملية التحديث أشبه بمرقعة الدراويش، متعددة القطع، زاعقة الألوان، ولكنها ظلت في النهاية هي المرقعة، وإن تغيرت نفسية مرتديها.

بالنسبة للأدب العربي، فقد انطلق في فجر انبعاثه (مرحلة الإحياء) مستندا إلى تقاليد الشعرية العربية في أوج نضجها الفني خلال العصرين الأموي والعباسي، واستطاع البارودي وشوقي وحافظ ومطران وغيرهم أن يعيدوا بهاء إبداع العربية الأول. ولكن التحدي الحضاري كان قويا، فالنموذج الغربي حاضر بقوة، يدمي العقول العربية المبدعة، ويجعل سؤال المستقبل مطروحا بالنسبة إلينا دوما، وهو تساؤل يستدعي كيفية اللحاق بالآخر. وفي الميدان الأدبي، كانت النظريات الأدبية تتوافد إلى المجتمع الثقافي العربي؛ بحكم سفر بعض النخبة إليهم، أو حضور علمائهم ومستشرقيهم بين ظهرانينا، وقد حسم الأدب العربي هذا الأمر مبكرا، فتتابعت تجليات وتطبيقات المذهبية الأدبية الغربية في الإبداع العربي الحديث، بدءا بالرومانسية وجماعة الديوان وأبوللو ثم مدرسة الواقعية بتنوعاتها، والحداثة بألوانها، فكأن الأدب العربي الحديث يحقق ما صعب على رواد النهضة والحكومات الثورية أن يحققوه، فباتت التيارات الأدبية العالمية متحققة في الإنتاج العربي الإبداعي بشكل عام.

تحميل كتاب ما بعد الحداثة في الرواية العربية الجديدة PDF - أ. د. مصطفى عطية جمعة

هذا الكتاب من تأليف أ. د. مصطفى عطية جمعة و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها