تحميل كتاب كولونيل أمبريلا pdf الكاتب فرحان ريدان

... ، وكان فايز الحلبوني مثل كُلّ فلاحي بيار القطا ، رأى أول أمس ، كيف تَقَدَّمَ طراد المعمَّر والبَسَ ابنه نواف عباءة أبْهَتَ من بذرة الأكدنيا وأغمق من حَبَّة لؤز ، ذات حواش موشاة بخطوط من الحرير الواحد منها بعرض إصبعين بلون الباشق ، ورأى العصافير تَفرُّ من شجرة التوت عندما دَوَّى صوتُ الأمير الجديد أمام الحشد: ( ... وأمنع تعبئة الروايا من المطخ ...) هم ابراهيم المقاليعي أن يسألهُ : وكيفَ نُصَوِّلُ القمح ؟ لكنه عَدَلَ عن فكرته : ( خلّي حدا غيري يسأل ! ) ، تابع الأميرُ: ( ..وأطُحُ كلَّ حَيَوان طليق يَرِدُ المطخ ) ولم أطراف عباءته وصعد الدرجات الحجرية المنحوتة ، السوداء والمعشوشبة المؤدية إلى مضافته ، وبعد أن تفرَّقَ الفلاحون أقفرت السَّاحَة إلا من كلابه الثلاثة : سناسل ونمرود وطوقة ، فَبَدَتْ كأرض ثكنة عسكرية.

مقتطف من قصة / كولونيل أمبريلا:

في يومٍ ماطرٍ وبارد جالَ قائدُ الإنقلاب على الوحدات العسكرية 

 تقدَّمَ الكولونيل أمبريلا منه وسألَهُ :  لماذا تنفخ ُ في كَفَّيْك َ سَيدي ؟ 

فارتعبَ قادة ُ الألوية ، واضطربَ المرافقون وحبَسَ الحاضرون َ أنفاسَهم ..

 قال القائد ُ : كي أدفئهما طبعاً ! ..ثم خطبَ فيهم وقال إنه نذرَ عُمرَهُ للوطن

وأن الإستعمار سوف يخسأ .. وأمَرَهُم أن يَرضَعوا الحليبَ من فوَّهات البنادق ..

 وحين دخلوا إلى المقرّ قدَّموا له شايًا ساخنا . رفعَ الكأسَ  ونفخ َ فيه ..

 فقال له الكولونيل أمبريلا :  سيدي لماذا تنفخ ُ في الكأس ؟ ..

 تصَنَّعَ القائد ُ التبَسُّط َ وقال : كي أبرِّدَه ُ طبعاً !

 عندَها ، نطق َ الكولونيل أمبريلا جملتَه  الضارية:

لا أثِقُ بالفَمِ الذي ينفِثُ الساخنَ  تارة ً والبارد َ تارة ً أخرى ! .

تحميل كتاب كولونيل أمبريلا PDF - فرحان ريدان

هذا الكتاب من تأليف فرحان ريدان و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها