تحميل كتاب فارس آخر زمن pdf الكاتب نجيب سرور

فارس آخر زمن، رواية غير مكتملة

تحرير وتقديم محمد فرحات

في بدايات العقد الأخير من القرن العشرين (التسعينيات) كنا في إحدي المخيمات اليسارية ببيروت لبنان العريقة، وكنت ،حينئذ، في نهايات العقد الثاني من عمري؛ فتًى يساريًا متحمسًا، في التاسعة عشر من عمره، جاء لتوه من مصر، في أول رحلة له خارج البلاد، وما أن وطأت قدمي أرضالمخيم، حتى سمعت لأول مرة أبيات شعر وقعت في أذني، فأثرت بنفسي، وأسرت روحي:

"لا حق لحي إن ضاعت في الأرض

حقوق الأموات..

لا حق لميت إن هُتكت عرضالكلمات..

إن كان عذاب الموت..

قد أصبح سلعًا..

أو أحجبة..

أو أيقونه..

فعلى العصر اللعنة ..

والطوفان قريب.."

فسألت من ألقى هذه السطور الشعرية عن كاتب هذه السطور، فنظر إليَّ متعجبَا، وقال لي بلهجته البيروتية

الشامية، "من مصر، ولا تعرف من قالها؟!"، "إنه نجيب سرور يا زلمة!!"..

كنت أول مرة أسمع اسم نجيب سرور، مع ولعي، وتبحري،النسبي، وقتئذ بعالم الأدب في مصر خاصة، فعلمت أن هذا الشاعر العظيم له قصة، وأن قصته واسمه وشعره كانوا محل تشويش وتعمية وتجهيل بمصر، فأخذت في البحث عن نجيب سرور، فوقعت في يدي طبعة بيروتية من ديوانيه "لزوم ما يلزم" و"برتوكولات حكماء ريش" فعكفت على قرائتهما، فإذا بي أمام شاعرفذٍ، ليس فقط بمجال الصياغة الشعرية من شكل جديد، ولكنه مضمون بكر لم يسبقه إليه أحد.

وأخذت بسؤال الرفاق الشوام عن نجيب سرور، وقصته، فعلمت الكثير عن مأساته الشخصية، والتي كان سببها الأول؛ عدم انفصام ما يعتقده نجيب سرور عن قوله وفعله وحتى ممارسات يومه الصغيرة، هذا التطابق بين الاعتقاد والممارسة في بلادنا هو تذكرة الدخول لأبواب الجحيم الدنيوية، وذلك العالم السفلي لممارسات السلطوية التي لن ترحم شاعرًا يساريًا صادقًا مؤمنًا كل الإيمان بقضيته، وحريصًا على طرحها كشاعر وممثل ومخرج ومؤلف مسرحي وناقد وأستاذ لفنون المسرح، وعلمت ساعتها لماذا كان نجيب سرور ومنجزه محل تجهيل وتعمية من قبل الأنظمة السلطوية في عالمنا الرأسمالي المتوحش.

وحينما عدت إلى القاهرة، عكفت على قراءة ما أتيح لي من مسرحيات مطبوعة لنجيب سرور، فوقعت على رباعيته المسرحية الشهيرة، فزاد يقيني بعبقرية هذا العملاق.

#محمد أحمد فرحات -  20 ديسمبر 2022

تحميل كتاب فارس آخر زمن PDF - نجيب سرور

هذا الكتاب من تأليف نجيب سرور و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها