تحميل كتاب غدا أزورك pdf الكاتب عادل إبراهيم علي حنزولي

إنه يوم عاديّ، ولكن كلّ المؤشرات التي ظهرت فجأة تؤكّد أنّه يوم غريب عصيب. جمعة الذي تعوّد أن ينعم ببعض المتع الصغيرة وببعض الراحة في يوم عطلته الأسبوعيّة يفاجئ برجل غريب لم يلتقيه من قبل يخبره بموعد زيارة مفاجئة له في الغد. في قمة ذهوله وتساؤله عن ذلك الحدث ومعانيه ينفتح على الخواء وخلاء المدينة صاخبة الحركة، يتساءل ويحار حول ذلك ثم ينتهي إلى مقهى وحيد فريد يفتح أبوابه خلافا لعشرات المقاهي المغلقة.. يتجاهل جمعة كل هذا الزخم الفريد من الأحداث الغريبة لينكفأ على نفسه لائذا بالتأمّلات والتيه خلف أفكار قد لا تعني شيئا وقد تعني لصاحبها الكثير.. العجوز الغريب جاره في جلسة المقهى يفتح عليه باب الجحيم، فهو الذي يثير انتباهه لذاك القاتل المجهول الذي يختار ضحاياه بعناية فائقة تماما...

بانفتاحه على تذكر الموقف الذي جرى له هذا الصباح ينفتح جمعة على الخوف، إنه خوف رمزي يشير إلى انعدام الأمان في مدينته، لذلك فإن جمعة المسكون بخوفه لا يسأل عن أسباب تصرف هذا القاتل الوحشي المجهول، ولا عن الجريمة التي اقترفها حتى ينال عقابا من طرف هذا المنتقم المجهول. إنه فقط يهرب محاولا بكلّ الجهد ومنتهى الحيلة التخفي والانحدار بعيدا حيث الحياة أو حيث العدم، وداخل تفاصيل رحلة الهروب تلك تتكشّف لنا خبايا مدينة مفضوحة مضحكة، ويجرّ جمعة المسكين شخصيات وأسرار أخرى خلفه، شخصيات تفضح وتتكشف هي الأخرى على الأسرار وعلى المرض الساكن دواخلها وفي النهاية يسقط الجميع في الدوامة التي تقودهم إلى قلب رحاها، ويتورط جمعة من حيث أراد النجاة..

لا أحد بإمكانه الجزم بوجود هذا القاتل ولا أحد أيضا يمكنه الجزم بخياليته وانتهائه إلى وهم. فالاحتمالات كثيرة ومفتوحة لكن لابد أنّ معنى آخر لم يقصده الكاتب يتسرب مشيرا إلى وجود ذلك القاتل في صور أخرى لا تشبه كائنا من لحن ودم بل كائنا من فكرة وفعل..

رواية تتأرجح بين الواقعية والرمزية وتجارب روايات الوجود والعبث دون أن تطابق أي توجه منها، تشير في بساطة كوميدية إلى خوفنا، قلقنا وسط الحضارة، وضياع أماننا الشخصي في وطن يعشش فيه الفساد وتغيب عنه القيم، ويغيب فيه الأمان...

تحميل كتاب غدا أزورك PDF - عادل إبراهيم علي حنزولي

هذا الكتاب من تأليف عادل إبراهيم علي حنزولي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها