تحميل كتاب عن أخبارهم pdf الكاتب عبدالله بن سعود الحكماني

نشأ سعيد ما بين البر والبحر في أولى سنوات العمر. فكان والده يملك عددًا غير قليل من الإبل، ويتنقل بهذه الإبل من شعبة إلى شعبة ومن مرعى إلى مرعي حيث أنه قضى جل عمره في هذه الحرفة التي لا مفر له منها؛ فهي كل حياته، وكان سعيد ابنه الوحيد الذي جاء بعد لحظة شعور فاجأت الوالد بأن يصبح له وريثا ليرثه الإبل كما يرثه الاسم، فجاء سعيد من زواج والده الذي لم يستغرق أكثر من ثلاثة أيام قضاها والد سعيد مع زوجته وأحس بعدها بأنه غير صالح للحياة الزوجية، بل يصلح فقط أن يكون راعيًا لإبله في عرض الصحراء، فبعد ثلاثة أيام طلق زوجته عن تراض بينهما وعاد إلى إبله ولكن سعيد جاء بعد هذا الزواج القصير من أم تسكن بالقرب من ساحل الباطنة؛ حيث يسكن أهلها وجماعتها. وعاش في كنف جده لأمه وأخواله إلى أن وصل عمره ما يقارب السبع سنوات؛ ولأن الأبناء الذكور قديما تشدّهم عاطفة الأبوة أكثر من عاطفة الأمومة، ولأن والدته تزوجت بعد والده برجل آخر، قرر سعيد في ضحى يوم ممطر عندما رأى البروق وسمع الرعود من جهة الصحراء المحاذية للبحر وذكرته بوالده الذي سمع عنه بأنه يسكن الصحراء مع الإبل أن يهجر الساحل ويعيش في الصحراء مع والده؛ فأخذ بعضًا من التمر في هبَّانه والقليل من الماء في سعنه، وذهب مشيًا على الأقدام والأقدار ليواصل رحلته الأبدية إلى والده، ثم العيش الأبدي معه. فأول ما قابل سعيد بعد خروجه من البيت رجل يحمل على راحلته بضاعة بسيطة وهي عبارة عن البن والتمر ليبيعهما في إحدى الأسواق الشعبية، وكان رجلًا خيرًا فعرض على الولد أن يركب معه على الراحلة إلى السوق، ثم يواصل الولد رحلته. وتم ذلك بعدما سأل الرجل الولد عن مقصده، وأخبره بما كان ينويه فركب الولد رديفا مع الرجل التاجر حتى وصلا السوق الشعبي، وكان الرجل يعلم بأن أصحاب الإبل يأتون أحيانًا للبيع والشراء في هذا السوق، وما أن وصلا إلا وكانت المفاجأة!

الناشر: دار بسمة للنشر الالكتروني

تحميل كتاب عن أخبارهم PDF - عبدالله بن سعود الحكماني

هذا الكتاب من تأليف عبدالله بن سعود الحكماني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها