تحميل كتاب شرح المعتمد في أصول الفقه pdf الكاتب د. محمد حبش

التعليم بالمنظومات منهج أصيل لدى العلماء المسلمين وهو لكثرة انتشاره واشتاره، لا يحتاج لدليل يظهر مدى قناعة المسلمين به، واعتمادهم عليه.
فقد كتبت المنظومات في سائر العلوم الشرعية والكونية منذ قرون طويلة، وقررت في حلقات التعليم، وتناول العلماء في خدمتها شرحاً وتدريساً وتحشية وتزئيلاً، حتى أصبحت عنواناً على المعرفة، وأصبحت جزءاً رئيساً من ذاكرة طلاب العلم، ومدخلاً واضحاً من مداخل المعرفة الأصيلة وقلّ أن تجد عالماً من علماء العربية اليوم لم يحفظ ألفية ابن مالك شعراً، ويدرس شروحها وحواشيها، وجهود العلماء عليها، وكذلك فإن علماء القراءة اليوم لايزالون يشرطون على طالب العلم هذا الفن أن يستظهر واحداً من النظمين: حرز الأماني مع الدرة أو طيبة النشر، ولا ينال الطريقة إلا باستظهارهما معاً.
والأمر ذاته في تحصيل علم الفرائض والحديث والأصول وغيرهما من العلوم النظرية.
ولا شك أن الذي ألهم المسلمين هذا المنهج، هو تجربتهم الأصيلة في حفظ القرآن الكريم، فالمسلمون أمة اختصها الله بهذا التنزيل، وجاءت الأحاديث بالتوكيد على حفظه واستظهاره بدءاً من عصر السلف الأول فقد اعتبر حفظ القرآن الكريم شرطاً رئيسياً لمن يخوض في التأويل أو التفسير، إذاً فهو شرط أساسي لكل عالم يتصدر للتعليم.
وظهر للأقدمين بركة حفظ النصوص من خلال ذلك فراحوا ينهجون ذات النهج في العلوم الأخرى، من سبق الحفظ ثم تعقيبه بالفهم والشروح.
وإياك أن يأخذ بك الظن إلى تصور أنهم قصدوا محاكات النظم القرآني، في إسلوبه المعجز، فهذا لا يدركه أحد، وإنما أرادوا محاكات الطريقة التعليمية الناجحة التي ألهمهم إياها إسلوبهم في تلقي العلوم المتصلة بالقرآن الكريم.

تحميل كتاب شرح المعتمد في أصول الفقه PDF - د. محمد حبش

هذا الكتاب من تأليف د. محمد حبش و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها