تحميل كتاب الرضا بالجريمة في ميزان الشريعة الإسلامية pdf الكاتب د. حلمي عبد الحكيم الفقي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهه بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

فقد اشتركت كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، على تحريم الكثير من الجرائم المادية ، والتي تواطأت الفطرة الإنسانية على تجريمها وتحريمها ، وذلك مثل القتل ، الضرب ، والسرقة والاغتصاب ، وغير ذلك.

وقد تفرد الإسلام وارتقى على كل الشرائع فحرم وجرم حب الجريمة على كل أفراد المجتمع فمن أحب الجريمة فقط ، فقد أتى فعلا محرما في الإسلام ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تشيع الفاحشة في الذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } ( النور : ١٩) فمجرد حب الجريمة فقط حرام فى شريعتنا الغراء ، وذلك لمحاصرة الجريمة وتضييق الخناق عليها ، ومنع وقوعها . فمجرد حب الجريمة فقط حرام في شريعتنا الغراء ، وذلك لمحاصرة الجريمة وتضييق الخناق عليها ، ومنع وقوعها .

ولقد خلق الإسلام واقعا هو أفضل ما وصلت إليه البشرية في الحد من الجريمة قبل وقوعها ، فإذا نظرنا إلى البيانات والإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة ، وعن منظمة الصحة العالمية ، وإذا نظرنا إلى مؤشر الجريمة العالمي ، فسنجد الدول المسلمة هي أقل دول العالم على الإطلاق في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها ، وذلك حسب التقرير السنوي لمؤشر الجريمة العالمي لعام ۲۰۱٦ ، المنشور على موقع موسوعة قاعدة البيانات " نامبيو ".

فنسبة جرائم القتل في الدول غير المسلمة ثلاثة أضعاف النسبة عند المسلمين ، وفي قائمة أكثر الدول انتحارا في العالم لا توجد دولة مسلمة واحدة من بين الثمانين دولة الأولى في القائمة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ، وأكثر من ذلك فإن أول دولة مسلمة جاءت في قائمة أكثر الدول انتحارا كانت البحرين واحتلت المرتبة الثالثة والثمانين في القائمة.

فمما يجهله العالم أو بالأحرى يتجاهله ، أن الإسلام أوجد أفضل الدول والمجتمعات من حيث قلة الجريمة بمختلف أنواعها ، وذلك من أكثر من ألف وأربعمائة عام ، وحتى يومنا هذا ، وذلك ما تؤكده كل الإحصائيات ، والبيانات الصادرة عن مؤسسات في دول غير إسلامية ويقوم على أمرها أناس يدينون بغير الإسلام .

وكان من تفرد الإسلام وتميزه ورقيه على سائر أنظمة الأرض في مجال التشريع والتقنين ، هو تجريمه للرضا بالجريمة ، وكان هذا البحث محاولة متواضعة لكشف هذا الجانب الأغر في التشريع الإسلامي، فقد اعتبر القرآن الكريم والسنة المطهرة أن الرضا بالجريمة كالجريمة ذاتها ، وذلك من أنجع الطرق والأساليب في محاربة الجريمة ، ووأدها في مهدها ، ومنع وقوعها ، وذلك قبل أن يعرف العالم بمؤسساته الأمنية والشرطية طرق منع الجريمة والعمل على منع وقوعها ، وما زال وسيبقى العالم كله عاجزا عن مجاراة الإسلام ، في فن محاربة الجريمة قبل وقوعها ، والواقع - من خلال بياناتهم الصادرة عن مؤسساتهم البحثية - أقوى دليل على صدق ما نقول.

#د. حلمي عبد الحكيم الفقي - رئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر سابقا.

تحميل كتاب الرضا بالجريمة في ميزان الشريعة الإسلامية PDF - د. حلمي عبد الحكيم الفقي

هذا الكتاب من تأليف د. حلمي عبد الحكيم الفقي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها