تحميل كتاب الحرب على غزة - الجزء الثاني pdf الكاتب بديعة النعيمي

في كتابها "الحرب على غزة - الجزء الثاني"، تكسر الأديبة بديعة النعيمي الصورة النمطية للكتابة حيث نجد تحوّلا على مستوى البناء الفني والدلالي لدى الكاتبة في كتابها الحرب على غزة وبالاجزاء 1 و 2، وهو ما يفسّر وعيها بالأساليب الكتابة النقدية وبمقوّمات الكتابة المعاصرة، خاصة على مستوى البناء الفني والأسلوب، في تحليل الأوضاع العربية والدولية وراهـن بينة الخطاب - سياسيا واجتماعيا وثقافيا جمعت هذه المقالات بين جدة البناء وثراء الدلالة، فقد شكلت نقلة نوعية في توليد الدلالات الفكرية، ما جعل تلك المقالات تمثّل نموذجا جديدا على مستوى الإعلام الموجه والنقدي، وهو ما يعني أنّ الكاتبة كانت تنحت نصها النقدي بين سياق المجتمع والانفتاح على التاريخ في بنائية قرائية لها خصوصيتها وأسلوبها ولغتها . وهذا ما ميز اسلوب الكاتبة في نشدانها للحداثة والمغايرة فنجد توظيف العديد من التقنيات سواء في توسّلها بالجرأة في الكتابة والبوح، أو في ارتياد الحديث عن التابو والمسكوت عنه، وانفتاحها على المغاير والمختلف نحو التجديد والتجاوز . وأما عن الثيمات التي تناولتها في تلك المقالات، فقد تنوعت وتشضّت بين التاريخ والذاكرة السياسية من حيث تنوع واختلاف مصدر القرار، اذن الكتاب وما فيه هو فضاء بوح قائم على الإيجاز والتكثيف ودقة العبارة كافية للتعبير عمـا يختلـج بـداخـل الكاتبـة مـن قضايا حساسة اتجـاه مـا يـدور في المنطفة العربية من رسم سيناريوهات قاتمة للعالم الثالث - للعرب وللفلسطينين، هذا التحليل قائم على التجربة والحنكة وبالتالي رسم الأهداف والتصوّرات لها ..

معلنة عن تعرية ما يحصل من مآسي شعب يتمسك بحقه في الإرادة الحياتية الذي يسعى للحرية والمستقبل أفضل، وهنا نتكشف مضمون المقالات وعن طبيعة الصراع من أجل المستقبل، والعودة الى الوطن بما يستحقه الشعب الفلسطيني من حقوق وكرامة يستحقها أي إنسان لا سيما وأن الوضع العربي الراهن يمر بأزمة سياسية كبيرة من مثل ما طرح من قبل ولا يزال مطروحا بقوة؛ وهو سؤال الهوية، والذي نشهد حوله الكثير من المناقشات الساعية لتفكيك ماهية العرب وأين هم وإلى أين ستكون وجهتهم، ورغم أن هذه النقاشات لم تحسم نتيجتها إلا أن الإجابات النهائية سيمليها العقل الجمعي سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه النتيجة لذا فان الخراب العربي الراهن كان متوقعا، وتحدث كثيرون عنه قبل سنوات من وقوعه، ولأن الأنظمة السابقة كانت لا ترغب في سماع رأي مخالف لها، فقد وقعت الواقعة، وضح هذا التأثير في الأزمات السياسية سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وباتت القدرة على فعل شيء من أصعب ما يكون، وكان ذلك بفعل الانقطاع التاريخي الذي وقعت فيه هذه المنطقة بفعل سياسات من كان يحكمها، والعالم يشاهد ويعرف ذلك.

نعود الى الكتاب ومـا فيـه أقول بأن المقالات تتميز إجمالا بنظرة متنوعة عند تناول المأساة الفلسطينية ابتداء من بداية من نكبة 1948 حين تم تهجير الشعب الفلسطيني من بيوتهم الى الشتات، حيث تتكئ الكاتبة في تدوين تلك المقالات على الحدث الفعلي بذاكرة فريدة تعتني بالتفاصيل الصغيرة ووقائع حيـة عـن تاريخ القضية الفلسطينية وآخر فصولها الحرب على غزة، لتبرز وحشية هذه الحرب. تحليلا فريدًا للسياق السوسيوثقافي، تميّزت بالاتجاه الواقعي والمنطقي وطرح قضايا تتعلق بالحرية حيث تراوح بمهارة بين التاريخ والذاكرة السياسية لتنشئ نوعًا من الحوار مع القارئ . حيث الوعي بالكلمة ذاتها مرتبطة بوطـن ليس مفقودا وانما حاضرا في الوجدان ، وقد انتهجت كاتبتها رسائل جريئة تعري الكيان الغاصب وتنبض بمستوى إنساني لا حدود له.

__عقيل هاشم - العراق

تحميل كتاب الحرب على غزة - الجزء الثاني PDF - بديعة النعيمي

هذا الكتاب من تأليف بديعة النعيمي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها