تحميل كتاب كتاب الثورات pdf الكاتب سلامة موسى

أصدر سلامة موسى «كتاب الثورات»، منطلقًا فيه من مقولة إن التاريخ علم يروي الحوادث ويعللها في تتابعها: «ولكنه يجب أيضًا أن يكون فنًّا من حيث استنباط العبرة والبعث على القدوة، ونحن حين نستمد قوة من الماضي، إنما نغتصب بذلك قوة أخرى من المستقبل».
يضم الكتاب ثلاثة وعشرين فصلاً، يتوزع الاهتمام فيها بين الثورات الأوروبية من ناحية والثورات المصرية من ناحية أخرى، فهو يتحدث عن الثورات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية والروسية والتركية والهندية والصينية، ولا يهمل مختلف الثورات المصرية منذ قدوم الحملة الفرنسية إلى ثورة الضباط الأحرار في يوليو 1952، ومع اهتمامه برموز الثورات العالمية وكبار مفكريها، مثل لنكولن وجان جاج روسو وتوم بين وأتاتورك ولينين وغاندي ومارتسي تونج، فإنه لا يهمل ثوارًا ينتمون إلى عصور تاريخية موغلة في القدم، بدءًا من سبارتكوس قائد ثورة العبيد قبل الميلاد، مرورًا بعلي بن أحمد قائد ثورة الزنج في القرن الثالث الهجري.
الروح الثورية لسلامة موسى هي التي تملي عليه اختياراته وتفرض منهجه، وقد يكون صحيحًا أن القضايا التي يتناولها تحتاج إلى أضعاف أضعاف مساحة كتابه الصغير، لكن الصحيح أيضًا هو امتلاكه للقدرة على التناول المكثف الذي لا ينشغل بالتفاصيل، ويركز على الوصول إلى الخلاصة والجوهر والدروس والعبر.
ما يكتبه سلامة موسى تعبير عن خليط من الرؤية الموضوعية والهم الذاتي، وليس أدل على ذلك من قوله في المقدمة القصيرة لكتابه: «ألفت هذا الكتاب وأنا في شهوة من تلك الشهوات الذهنية العليا التي تنتاب المؤلف وتقارب الإلهام، وأحسست طرب العاصفة ولذة الانتقام في كل فصل منه، من أولئك الذين خانوا الإنسانية والشرف. وأي لذة أكبر من أن يحس المؤلف وهو يكتب أنه يبصق على وجوه تشارلس الأول ولويس السادس عشر وتوفيق وفؤاد وفاروق، وأمثال هؤلاء من أعداء الإنسان الذين يترفع عن جرائمهم الصعاليك؟».
لا يزعم المفكر الرائد أنه مؤرخ محايد بعيدًا عن الانحياز، فهو لا يخفي إعجابه بكل من ينشدون الحرية ويراودون إعادة تشكيل المجتمع الإنساني وفق معايير وقواعد أكثر عدالة.

هذا الكتاب من تأليف سلامة موسى و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها