تحميل كتاب الثامنة والنصف مساء - الرواية الوثيقة pdf الكاتب قصي الشيخ عسكر

  صدرت في بيروت عن دار العارف للنشر والتوزيع رواية  بعنوان "الثامنة والنصف مساء" الرواية من تأليف الكاتب العراقي المغترب قصي الشيخ عسكر وهي تتناول بعضا من سيرة الناقد والكاتب الأكاديمي الدكتور عبد الرضا علي وهو بطل الرواية حيث يقوم زمن النظام السابق بمغامرة  تحدى فيها السلطة وقرارها الجائر بحق صديقه الشهيد الدكتور مزاحم البلدواي إذ تقوم السلطة الدكتاتورية باعتقال الدكتور مزاحم من دونما سبب اللهم لكونه عطف على شخص معوق ولم يكن يعلم أن هذا المعوق عضو في التنظيم السري، وبعد أربع سنوات من التغييب ترسل السلطة الدكتور مزاحم إلى مشفى ابن النفيس بسبب مرض القلب لكنه هذه المرة يكون مقيدا إلى سريره.

يقوم الدكتور عبد الرضا بالتعاون مع صديقه الدكتور سعيد الزبيدي بتهريب صديقه مزاحم مدة يومين ليرى أولاده من دون أن تعرف السلطة أي شيء عن ذلك العمل الذي يتسم بروح المغامرة والمخاطرة  والذي يؤدي بلا شك بمن ينجزه إلى حبل المشنقة.

الرواية القصيرة قدم لها الدكتور سعيد الزبيدي الشخصية الثانية في الواقعة الحقيقية حيث يقول:

ذكرتني هذه الحكاية التي صاغها د. قصي الشيخ عسكر بتوجيهٍ  إلى توثيق أحداث "تؤرخ جمهورية الخوف" ساقه إليّ أستاذنا المرحوم د. علي جواد الطاهر بعيد إجهاض انتفاضة العراقيين عام 1991م حين كنت أسرد له ما وقع في الحلة إبانها فقال: "اكتب هذا فقد يمر زمان لا يتذكر أحد هذه الأحداث." و لكني لم أعمل به إذ لا أمتلك الرؤية الفنية لعرض تلك الوقائع بأسلوب يجمع بين التأريخ و الأدب فاستوقفني ما كتبه هذا الرجل نصّه الذي لم يسقط بين التقرير المباشر و السرد الفني بل جمعهما من غير أن يجور أحدهما على الآخر على الرغم  من ذكر الأسماء الحقيقية التي شكلت شخوص الأحداث أنا واحد منهم.

قرأت هذه (الحكاية) سمّها ما شئت (قصة) أو (رواية) لا تهمني هذه المصطلحات قدر ما يهمني أن أكون بها  و معها فاعلاً في مجريات وقائعها، مقدما لها بحرارة صدقها و فنية أسلوبها الذي لم ينزلق إلى توثيق حدث بأسلوب التصوير الفوتوغرافي أو التعبير الحرفي بل ارتفع بها إلى استيحاء رمزية (النعمان بن المنذر و يومي سعده و بؤسه) ليربط بين ماضٍ يستلهم عبرة تربوية إلى حاضر يهدف إلى أكثر من رسالة: سياسية و أخوانية و اجتماعية و ربما تجاوز أكثر من هذا.

و وددتُ أن أستلّ إشارةً  وردتْ على لسان الأخ عبد الرضا الذي كان وراء تسجيل هذه الأحداث وصولاً إلى قلم قصي الشيخ عسكر، فاستكمل نهاية المرحوم مزاحم البلداوي إذ أسند إليّ استقبال جثمانه  في مطار عالية بالأردن للمساعدة في وصوله إلى أن يدفن في وطنه فكان ما أراد.

إنّ هذه (الحكاية) التي أقدمها للقارئ بعد ثلاثين عاماً و نيّف لم تزل حرارتها تذكي في النفوس حكايات أخرى ربما أكثر دموية و خوفاً منها تستفز الاقلام لتحيلها مكتوبة في ذاكرة الأيام من أجل ألا ننسى حقبةً جعلت من المثقفين أهدافاً سائغة لأزلام النظام و لكن لم يمنعهم ذلك من أن يتوسلوا بذكائهم أن يخرقوا نظامه الأمني الصارم و عصاباته المأجورة و يتحدوا ذلك بابتكار وسائل غير مألوفة.

أشدُّ على يدي الأخ قصي الشيخ عسكر شفافية عباراته و سهولة تناوله و فنية صياغته، و الفضل كل الفضل لأخي و زميلي العتيقِ الناقدِ الأستاذ الدكتور عبد الرضا عليّ الذي كان سبباً وراء هذا كله في ذاكرته الوفية، و الدعاء بالمغفرة و الرضوان لبطل هذه (الحكاية) الدكتور مزاحم أحمد البلداوي .

و أخيراً أقول: إنَّ وقائع أخرى تنتظر من يصوغها ما زالت تختزنها الذاكرة المُرّة لعلّ فسحة من العمر تسمح فنعرضها أو يعرضها الآخرون.

وهناك تقديم ثان لبطلها الرئيس الدكتور عبد الرضا علي:

  تُشيرُ هذهِ الروايةُ / الوثيقةُ إلى صورةٍ واحدةٍ من ألافِ صورِ الخوفِ التي عاشها العراقيّون الذين رفضوا أنْ يُمسَخوا أرانبَ ( يقضمونَ جزرةَ الجلّادِ خوفاً من سوطهِ، أو رغبةً في نوالِ مكارمِهِ)، واختاروا أنْ ينأوا  بأنفسِهِم عن السُحتِ الحرامِ المدافِ بالمذلّةِ، والشعورِ بالدونيّةِ، وظلّوا محترِسينَ من أزلامِ جمهوريّةِ الخوفِ طوال سنيّ ارتباطهم بمؤسّساتهم العلميّة (الجامعيّة) التي عملوا بها. 

  ومعَ أنّهم كانوا حذرينَ، ويسيرون (كما تقول الحكمة الشعبيّةِ) قربَ الحائطِ، إلّا أنّهم لم يسلموا من ضير النظامِ الدكتاتوري وعَنَتِهِ ، فكان قدرُ بعضهِم أنْ يكونوا من ضحاياه دونما ذنبٍ أو جريرةٍ؛ وهذا ما حصلَ لأستاذِ الأدبِ الإسلامي في جامعةِ الموصلِ مزاحم أحمد عبد البلداوي الذي دارتْ أحداثُ هذه الروايةِ على معاناته بعد قيامِ جهازِ الأمن المخيف بخطفه من الجامعة في أثناء امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام 1982م.

  كان بعضُ أصدقائنا المخلصين ممّن اطّلعوا (بعد لأيً من الزمن)على مغامرتنا في تهريب الصديق (السجين المريض) مزاحم البلداوي من المشفى إلى حيثُ تقيم أسرتُه (في إحدى شققِ مدينةِ الحريّة، والعودة به إلى المشفى في فجرِ اليوم التالي) يسألوننا سؤالاً ربّما لا يزال يدورُ في أذهان بعضهم حتى يومنا هذا : هل كنتما تمتلكان شجاعةً أسطوريّةً جعلتكما تقدمانِ على تلك المغامرة الخطيرة في زمن الطغيان والدكتاتوريّة؟

وكنّا نجيبُ : لا .. لم نكن نمتلكُ تلك الشجاعة، إنّما كان وراءَ تلكَ المغامرة شيءٌ آخر يسكنُ أعماقنا دون أن نكون قادرين على تحديد ماهيّته، وهذا الشيءِ هو الذي حرّكَ فينا هذا الدافع، وجعله قراراً حاسماً غير قابلٍ للتردّدِ، أو التراجع ، وبهِ سجّلنا موقفنا الرافضِ للقمعِ الذي مارسته جمهوريّة الخوفِ ومنظّمتها السريّة في أيّامِ المحنةِ التي أطبقت على العراق والعراقيين.

 

  وإذا كنتُ (شخصيّاً) أفتخرُ بتلك المغامرة التي شاركني فيها صديقي الدكتور سعيد جاسم الزبيدي وأبدي شيئاً من التجلّدِ في روايتِها، فإنّني حين أقرأ ما كتبه صديقي الشاعر الكبير يحيى السماوي عن حكايةِ الرجلِ الطائي مع النعمان بن المنذر (التي مهّدت للكشفِ عن هذه المغامرة في ص: 168من كتاب : الدكتور عبد الرضا عليّ رحلة متوهّجة في فضاء النقد والدرس الأكاديمي) لا أقوى على منع الدموع من ملء مآقي عينيّ المتعبتين، لأنّ يحيى السماوي استطاع أن يقطّع نياط القلب في صياغة نصٍّ فنّيٍّ لا يقدرُ على صياغته سواه، لكونه يعجنُ اللغة عجناً فيصوغ منها المدهش المؤثر في القلوب والعقول، ومن يريدُ التأكد من قطعيّتي في هذا الحكم عليه بقراءة تلك الحكاية.

  أخيراً أقولُ: شكراً لأخي المبدع الدكتور قصيّ الشيخ عسكر على هذا العمل السرديّ الجميل، فقد استطاع أن يحوّل سيرة أيّام محدّدة ارتبطت بمغامرةٍ تسجيليّة واقعيّة إلى عملٍ فنّيٍ درامي لا يخلو من غرائبيّةٍ،  وإدهاشٍ ، وإثارة.

  مع عظيم الامتنان لأخي أبي ميثم الأستاذ أحمد الجواهري ( صاحب دار العارف للطباعة والنشر) على موقفه الداعم.

يقول الدكتور عبد الرضا في مقابلة  أجرته معه دار العارف : حدث الروائي والأديب قصي الشيخ عسكر عن قصة  المغامرة التي قمت بها مع صديقي الدكتور سعيد الزبيدي في مشفى ابن النفيس وبعد أيام بعث لي بالرواية التي حافظ بها على الأحداث الواقعية من دون أن يسقط في التقريرية والمباشرة  وقد استفاد الكاتب من عامل الموزاة بين القديم والحديث فهي رواية تخص بعضا من حياة شخص وتوازن بين الماضي ولحاضر وتجمع على قصرها بين الموقف الساخر والفلسفة والحوار الجاد والتاريخ والواقع لقد أضفى على الحدث الواقعي الذي أداه الدكتور عبد الرضا مواقف جمالية وفلسفية وفنية بأسلوب مميز ومنهج روائي محكم.

  أما كلمة الغلاف فقد كتبها الشاعر الكبير يحيى السماوي حيث جاء فيها:

وكما أبدع الفاعل أ. د عبد الرضا علي في تأدية فعله الإنساني، فقد أبدع الشاعر والروائي قصي الشيخ عسكر في كتابة النص ليجعل من الفعل وثيقة بيضاء عن زمن أسود.

تحميل كتاب الثامنة والنصف مساء - الرواية الوثيقة PDF - قصي الشيخ عسكر

هذا الكتاب من تأليف قصي الشيخ عسكر و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها