تحميل كتاب الترجيح بين أقوال المعدلين والجارحين في أبي حنيفة النعمان بن ثابت pdf

الترجيح بين أقوال المعدلين والجارحين في أبي حنيفة النعمان بن ثابت

تحميل كتاب الترجيح بين أقوال المعدلين والجارحين في أبي حنيفة النعمان بن ثابت pdf الكاتب عبدالله بن فهد الخليفي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

فهذا بحث علمي في مسألة (ما قيل في أبي حنيفة النعمان بن ثابت جرحاً وتعديلاً)، واعلم رحمك الله أن داعي هذا البحث عدة أمور:

الأول: أن هذه المسألة حيرت الكثير من طلبة العلم إذ أنهم يرون الناس قد انقسموا في هذا الرجل ما بين مادح مطري ، وقادح مزري بأشد ألفاظ القدح فجاء هذا البحث ليكون محاولة جادة لحل الاشكال.

الثاني: أن اعتراض المعاصرين على كلام السلف في هذه المسألة صار سمة بارزة في عمل كثير من المحققين فبعض المعلقين على السنة لعبد الله بن أحمد اعترض عليه في شأن أبي حنيفة ، وعدد من المعلقين على تأويل مختلف الحديث اعترض عليه في شأن أبي حنيفة وبعض المعلقين على عقيدة حرب الكرماني اعترض عليه في شأن أبي حنيفة وبعض المعلقين على السنة للالكائي اعترض عليه في شأن أبي حنيفة فكان لا بد من بيان مأخذ هؤلاء الأئمة ومناقشة هذا المأخذ وبيان قوته من ضعفه ، فإن مما يوقع الحيرة في نفوس الكثير من طلبة العلم تغليط كل هؤلاء الأئمة وإظهارهم في صورة التعامل على إمام جليل من أعيان أئمة الإسلام.

الثالث: هذه المسألة صارت أداة في يد عدد من الطاعنين في أئمة الإسلام فكتب حسن بن فرحان المالكي في كتابه (قراءة في كتب العقائد) طعناً في عبد الله بن أحمد لذكره مثالب أبي حنيفة في كتاب السنة ، وكذلك كتب المعتزلي الأ ردني نايف محمود ذياب طعناً في أهل الحديث لهذا السبب ، وقبلهما كتب الهالك محمد الزاهد الكوثري طعناً في عدد من أعيان الأمة في كتابه (تأنيب الخطيب) بسبب هذه المسألة ، ولسان حال الكوثري أنه لا يمكن تعديل أبي حنيفة إلا بالطعن في المتكلمين فيه فركب هذا المركب الصعب ذباً عن إمام مذهبه ، وطعن عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على الانتقاء في ابن حبان ووصفه بالجنون لما ذكره في ترجمة أبي حنيفة ، وطعن بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط في أهل الحديث ووصفوهم بالظلم عند تعليقهم على ترجمة إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة في تحرير تقريب التهذيب واستغل هذه المسألة في الدعوة إلى مسلكه التمييعي حاتم العوني فدعا إلى هجر كلام السلف في الأشاعرة كما هجرنا كلام السلف في أبي حنيفة وهذه الأمور كلها تدفعنا إلى النظر الجاد في المسألة لنعلم بما سنجيب هؤلاء.

الرابع: أن هذه المسألة عند كثيرين صارت محل ولاء وبراء وتضليل وتبديع ، وعند وجود النزاع لا بد من بحث المسألة علمياً بشكل جاد ليحل النزاع علمياً.

الخامس: يلاحظ في كثير من الأبحاث العصرية في هذه المسألة أنها مبنية على مقدمة نفسية عند الباحث وهي أن هذا الرجل إمام جليل متفق على إمامته ثم يتعامل مع الآثار الواردة في ثلبه بناء على هذه المقدمة ، فترى تكلفاً عجيباً في تضعيف الآثار الثابتة وتأويلها بتأويلات بعيدة فكان لا بد من علاج هذا الأمر ، وقد ترتب على التسامح في هذه المسألة المجاملة في أمر سنة النبي صلى الله عليه وسلم فضاق صدر كثيرين بتضعيف أبي حنيفة في الحديث وكما ردوا جرحه في غير الحديث ردوا جرحه في الحديث ، فترى المعلقين على المسند مع طول باعهم في باب علم الحديث إذا جاءوا على حديث في سنده أبو حنيفة وحماد بن أبي سليمان ، يضعفون الخبر بحماد ويتركون أبا حنيفة مع أن حماداً أوثق بكثير من أبي حنيفة بل حتى المعلقان على زاد المعاد يحسنان حديث أبي حنيفة !

السادس: ترتب على التسامح في هذه المسألة قول كثيرين أن مرجئة الفقهاء من أهل السنة ، لئلا يلزم من تبديعهم تبديع إمامهم أبي حنيفة ، وكذلك ترتب عليه التسهيل في مسألة الخلاف بين أهل الحديث وأهل الرأي بل واعتبار المدرستين وجهان لعملة واحدة مع أن الناظر في الخلاف القديم بين الفريقين يرى تبايناً منهجياً وتضليلاً متبادلاً ، فكان لا بد من تحرير هذه المسائل فلا زال المرجئة موجودين ولا زال أهل الرأي موجودين ولا شك أننا إذا حكمنا بخروج فئة معينة من السنة فإنه يترتب على ذلك الاجراءات المعروفة عن أئمة الإسلام في وقاية المجتمع من خطرهم وقبل الدخول في البحث أود التنبيه على أنني لن آلو جهداً في استقصاء عامة ما قيل في الجرح والتعديل مع النظر في الأسانيد وتحليل المتون مستعيذاً بالله عز وجل من الهوى ومستعداً تمام الاستعداد للتراجع عن أي مقدمة أو نتيجة علمية اعتقدتها في يوم من الأيام ، وثبت لي بعد البحث الخطأ فيها وقبل الشروع في أصل البحث لا بد من ذكر عدة مقدمات علمية لضبط المسألة علمياً.

هذا بحث علمي في مسألة ما قيل في أبي حنيفة النعمان بن ثابت جرحاً وتعديلاً.

تحميل كتاب الترجيح بين أقوال المعدلين والجارحين في أبي حنيفة النعمان بن ثابت PDF - عبدالله بن فهد الخليفي

هذا الكتاب من تأليف عبدالله بن فهد الخليفي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها