تحميل كتاب البيرق الأبيض pdf الكاتب نجيب سرور

تحرير وتحقيق محمد فرحات:

...(على سبيل المقدمة)

من دراسة  أحمد رشدي صالح, رحمه الله.

"..ولكن الشئ الخطير حقًا هو أمر الدراسة والمكانة والإحساس..كل ذلك يوحي بأن تغريبة بني هلال ليست فقط تعبيرًا عن مأساة العرابيين..! وإنما هي من تأليف الزعيم الروحي للعرابيين..الشيخ عبد الله النديم!..

نفس الروح..نفس الأسلوب..نفس الكلمات..نفس التراكيب..نفس الشحنات، شحنات الألم..وشحنات التحدي..نفس التردد بين اليأس القاتل، والأمل الصلب..مئات الإشارات..مئات الرموز..مئات الحيل..مئات "السقطات" اللاشعورية التي تفلت في لحظات الضيق من كاتب عانى الضيق بعد تصفية الثورة فوق ما يطيقه إنسان!..

والمُستقر عليه أن عبد الله النديم كان من أغرز الكتاب إنتاجًا، وخاصة في فترة الاختفاء، ثم فترة في المنفى، وأن أكثر مؤلفاته  قد فقدت..وإن كثيرًا من أعماله، كما يقول الدكتور علي الحديدي، موجود في المكتبات العامة والخاصة، بتركيا-منفاه- وغير مباح للجمهور، وليس له قوائم مضبوطة منتظمة..إلى ضياع الكثير من أعماله، وهي مازالت مخطوطة..إلى عدم طبع كل ما بقيَ، وأُنقذ من الضياع..وقد ذكر صديق حياته"أحمد سمير" أن لعبد الله النديم"من المؤلفات الكبيرة والصغيرة ما يُعد بالمئات" وقال أيضًا-مما يورده الدكتور علي الحديدي"دراساته الأدبية، ومؤلفاته تبلغ نحو مائة مؤلف في فنون مختلفة، فُقِد أكثرها، سرقةً أو اغتصابًا أو رميًا في مياه"النيل".

وكتب إسماعيل باشا البغدادي في كتابه"هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين" أن "تصانيفه الصغيرة والكبيرة تزيد عن المئة..".. وفي سنوات المحنة..محنة الاختفاء عن عيون القصر، وعيون المحتلين، كتب النديم إلى صديقه"فتراني فكري كليمي، وقلمي نديمي..وقد تم لي الآن عشرون مؤلفًا بين صغير وكبير. فانظر إلى آثار رحمة ربك، اللطيف الخبير، كيف جعل أيام المحنة وسيلة للمنحة والمنة."

وإذا كان المُستقر عليه أن "تغريبة بني هلال" هي أصدق تعبير شعبي عن الهزيمة العرابية! وإذا كان المستقر عليه أن عبد الله النديم هو أصدق ممثل لعصر الثورة العرابية..وأصدق معبر عن جميع مراحها منذ مقدماتها..حتى اندلاعها..حتى معاركها..حتى الهزيمة..فمن يكون مؤلف "تغريبة بني هلال"..إن لم يكن هو عبد الله النديم؟!

لو لم يكن هو كاتبها، لوجب أن يكون!!..بل ولو لم يوجد عبد الله النديم، لوجب أن يوجد، ويكتب  "تغريبة بني هلال"، معبرًا عن مآساة الثورة العرابية، وما آلت إليه.

هل كتبها في سنوات الاختفاء التسع وهو يجوب البلاد متنكرًا..؟ فهو على حد تعبيره"كالكركي تارة شامي، ومرة تركي، وآونة مصري، وآخرى بصري.."إذ كتب، فيها "الدر النفيس في تاريخ بني إدريس"، و"نيل الأَرب في أخبار العرب"، مما يقربنا من عالم شخوص تغريبة بني هلال!..ففضلًا عن التشابه بين أبي زيد وعبد الله النديم نفسه خصوصًا في التنكر!!

..أم كتبها في سنوات المنفى بتركيا؟!..إنني أرجح الأولى.إنني لم أكتب هذه الرسالة لأثبت أو أنفي نسبة "التغريبة"  لعبد الله النديم، بل راجيًا فيكم العون والإرشاد من كل من له اهتمام بتراثنا الشعبي..فإذا أثبت البحث حيثيات نسبة "تغريبة بني هلال" إلى عبد الله النديم..فإننا نكون قد رددنا الأمانة إلى أهلها..ونكون قدمنا الكثير لتاريخنا وشعبنا..وتراثنا..من واجب الوفاء، وفاء الأبناء للأباء..وربما ساعد هذا على الكشف عن الكثير من ألغاز تراثنا الشعبي.

وقبيح بنا وإن قدم العهد..هوان الآباء والأجداد..

ولكم مني بالغ الحب..وأطيب التمنيات.

1-هل هناك مصدر آخر-غير المتداول شعبيًا- رجع إليه عبد الله النديم، وطوره، وأنماه وأسقط عليه أزمة العرابيين؟!

2-إذا أثبت التحقيق نسبة "تغريبة بني هلال" إلى عبد الله النديم، ألا يرغمنا هذا إلى إعادة النظر في الكثير من منابع تراثنا الشعبي؟

3-البحث في تراثنا الشعبي حديث العهد..ألا يمكن أن يكون لعبد الله النديم أعمال شعبية آخرى غير "تغريبة بني هلال" تتداولها الجماهير مغفلة اسم الؤلف.

4-البديهة العلمية المستقرة الآن والتي تزعم عدم وجود المؤلف الشعبي يجب أن يُعاد النظر فيها فربما كانت خدعة.

#نجيب سرور

تحميل كتاب البيرق الأبيض PDF - نجيب سرور

هذا الكتاب من تأليف نجيب سرور و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها