تحميل كتاب الأوردة المتفجرة pdf الكاتب فريد بغداد

رواية "الأوردة المتفجرة" للكاتب فريد بغداد، راودته فكرتها الرئيسية قبل 18 سنة، لكنه أحجم عن كتابتها، بعد أن أيقن أنّ "الرؤوس الفارغة من التجارب لا تدفع الأقلام للتحرك"، ليبدأ في تسطير فصولها قبل ثلاث سنوات، مراهنا على أسلوبه الخاص في سرد أحداث دارت بين سنوات 1991 و1997، بدأت بلغز مقتل أحمد مولاي، باحث زراعيُّ كان يريد السفر إلى إنجلترا لتحصيل بعض المعارف والعلوم الضرورية حتى يكمل بحثه حول سلالة قمحية محلية اكتشف أنها في طريق الانقراض، فجأة وبينما كان يهبط من التاكسي قرب المطار لمغادرة البلاد، وقد كان بصحبة صديقه مسعود سلماوي الذي يعمل صحفيا، وإذ به يتلقى في صدره طلقات نارية قاتلة، اغتياله ذاك تزامن مع حادثة تفجير مطار هواري بومدين الشهيرة في 26 أوت 1992.

يدخل مسعود في أزمة نفسية، بسبب قرار الشرطة إيقاف التحقيق في قضية مقتل صديقه حيث تربطها بحادثة المطار وتقرّر أنّها جزء من تلك العملية الإرهابية، وتلصق تهمة الاغتيال بإسلاميين متطرفين، ونظرا لأن البلاد تعيش بداية أزمة أمنية ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة، صارت جرائم القتل خلالها توحي بشكل نمطي وآلي يؤدي بالسلطات الأمنيّة إلى وضع أحكام مسبقة دون تروّي أو تحقيق دقيق، بكون الفاعل ينتمي إلى الجماعات المسلحة.

يصر الصحفي الصديق على أن اغتيال الباحث منفصل عن حادثة المطار، الذي جرت بالقرب منه وتزامنت معه، ويرى أن لها علاقة وطيدة ببحثه وما قد يحققه من نتائج قد تحدث ثورة في زراعة القمح بالبلاد، ومن هذه النقطة ينطلق الصحفي في الاستقصاء عن الجهة التي قد تكون لها مصلحة في اغتيال الباحث الزراعي، ويذوب في دوامة نفسية، بعدما أصر المحققون على أن الاغتيال جزء من حادثة تفجير المطار.

الرّواية مليئة بالأحداث الفرعية والشخصيات العديدة بأدوارها الدرامية المتنوعة التي تشكّل رافدا سرديا لسياقها الرّئيسي، بعضها تربطه صلة مباشرة بمسعود وأخرى لا تجمعها به أي علاقة، لكنها رغم ذلك تساهم بقسط وافر في تحريك فصولها وأحداثها، التي تمثل في مجملها انعكاسات للأزمة السياسية والأمنية التي عاشتها الجزائر في تلك الفترة المعقدة والدّقيقة والمضطربة جدا.

الرواية سلّطت الضوء أيضا على التغيرات التي طرأت على بنية المجتمع الجزائري السياسية والاجتماعية بشكل أساسي، بعد أن سقط في دوامة من العنف والعنف المضاد وغرق في حلقتهما المفرغة، انعكست عنها أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما ركّزت كثيرا على مظاهر الفساد بأبعاد مختلفة وفي مناحي عدّة، عبر سرد أحداث وتصوير وقائع أظهرت إلى أيّ مدى انحدر فيه المجتمع إلى غياهب البؤس والمعاناة والتردّي الأخلاقي والظلم الاجتماعي بسبب مخلّفات وتأثيرات تلك الأزمة.

يقول الكاتب فريد بغداد عن "الأوردة المتفجرة": "ألزمتني رؤيتي الروائية التي كلفتني 385 صفحة أن أسرد في فصولها الـ 21 مشاهد الفساد، في مناحي عدة؛ سياسة البلاد، واقتصادها ومؤسساتها العمومية، الصحافة، داخل الثكنة، في الإدارة والقضاء، بين المتطرفين الدمويين، وأيضا في المجتمع وما فعلت به أمراض التطرف والحڨرة والظلم واللامبالاة والتهميش، وكذلك ما وقع على الإنسان من جرم يرتكبه في حق نفسه وفي جنب الآخرين، بسبب سلطة الرتبة وشهوة الثروة، في تلك الحقبة بكل ملابساتها وتعقيداتها وتضاعيفها التي حاولت أن أختصرها قدر الإمكان".

مقتطف من رواية الأوردة المتفجرة:

“…يتنهّد مسعود إذ يسحب رشفة مرتجفة من فنجانه بشفتين متردّدتين، وبنفَس طويل أحال الصّوت المصاحب لها إلى كتلة من إزعاج، حطّمت الصّمت السّائد وبدا معها الأمر مفتعلا، ثمّ ما لبث أن انفجر مسترسلا في عتاب لاذع لصاحبه:

– ليتك اخترت السّفر إلى فرنسا، على الأقلّ لن تشعر بالغربة هناك، ستجد أمامك جزائريّين أينما اتّجهت، حتّى وأنت تحزم حقيبتك لا أفهم لماذا تصرّ على إنجلترا؟!

– ما بك يا مسعود… إلى متى تعيد طرح هذا السّؤال؟! لقد أجبتك مرارا، ثمّ لم يعد أوان له، لقد استكملت جميع وثائق السّفر، اليوم عدت بالجواز والفيزا، وبالأمس استلمت من البريد بعض الأوراق، بعثها المعهد الزّراعيّ البريطانيّ الذي سأزاول دراساتي وأبحاثي به…”

الرواية ستكون حاضرة في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 25، والذي سيدوم من 24 مارس إلى غاية 01 أفريل 2022، بقصر المعارض- الصنوبر البحري.

تحميل كتاب الأوردة المتفجرة PDF - فريد بغداد

هذا الكتاب من تأليف فريد بغداد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها