تحميل كتاب إنسانية محمد ﷺ - الطبعة الثانية pdf الكاتب د. حسين صبري

"إنسانية محمد" دراسة نقدية تحليلية مقارنة، واستقرائية تتناول نموذج "إنسانية محمد" بمنهج علمي تاريخي .
حيث يناقش الكتاب التَميّز البشري ليؤكد أن الإنسان ليس بماديته وجسمه وإنما برُقيّه ذهنيًا وخُلقيًا، ويبحث في أيهما أسبق في الدلالة إلى الآخر؛ الإنسان أم إنسانيته؟
وذلك عبر مسارين متكاملين:
• الأول؛ يحلل التلازم بين الاتساق والتمايز في الكائنات، ثم في النموذج الإنساني (بين محمد والوحي القرآني)، ويؤسس لمعايير الأفضلية بين بني الإنسان ليؤكد تفردها وكمالها في محمد، عبر شواهد مًقننة تُمثل شتى الثقافات والديانات والعصور.
• والثاني؛ يستقريْ التلازم بين الموضوعية والذاتية في البحث العلمي (كضرورة إجرائية)، ويفنّد نقديًا نماذج هذه الأحكام حول النبي محمد ورسالته وسنته وسيرته والوحي الذي أُنزل عليه، عبر تطبيق "متلازمة الخلل البحثي".
غاية الدراسة؛ الاستدلال على أسباب الاختلاف حد التناقض في أحكام الباحثين حول النبي محمد، في محاولة فكرية فلسفية تؤكد الحاجة لأن نقرأ (الآن) نموذج إنسانية الإنسان الذي اجتمعت فيه كمالات البشرية وكمالات النبوة، لإصلاح الإنسان المعاصر وإعادته إلى إنسانيته.
وكان اختيار هذا الموضوع؛ بسبب غيابُ القدْوة في الحضارةِ المعاصرة، الوهنُ في الانتماء الإنساني، ضعفُ الالتزام الأخلاقي، الاندفاعُ لــــ "ما بعد الإنسانية" لمواجهة نتائج الثورات التي أنهكت قوى الإنسان، تَمدّد تيارات الإلحاد والانحراف والشذوذ، تنامي النزعات الفردية والانسحاب الاجتماعي والنفسي، سيطرةُ العلم المادي وغياب الإنسانية، تشويهُ كرامة الإنسان وإهانته وسفك دمه دونما حق، التباسُ موازين النزاهة والإنصاف حتى أصبح يُنظر للإسلام ونبي الإسلام بما يخالف العلم والعقل والمنطق والتاريخ، ومحاولات الطعن في السنة النبوية وسيرة النبي محمد بدعوى الموضوعية والتحضر وحرية الرأي.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج هي قواعدٌ مناظِرةٌ للنتائج التي يستخلصها الباحثون عند دراسة ظواهر العلم الطبيعي، من مثل: ضبط المفاهيم كمقدمة أولى في كل إجراء بحثي، ضرورة فك الربط التعسفي بين الذاتية وغياب المنهجية في البحث العلمي، بناء عقلية تملك الثقة بما لدي المسلمين من تاريخ وتراث ودين وقيم وقدرة على التميز الحضاري، تحليل منابع الخطر على نبي الإسلام ورسالته وأمة المسلمين، والتي لا تخرج عن مسارات ثلاثة، تبنِّي أفكار شيعية متطرفة والدفاع عنها واعتبارها من صحيح الإسلام، التفسير المادي الذي نفذ إلى عقولنا تحت دعاوى الاشتراكية والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية، وإنكار الدين النبوات وربط التدين المتزن بالتخلف والضعف، مع التنبه إلى خطورة "التوظيف السياسي" الذي امتهنته فئةٌ من المسلمين (في السنوات المائةُ الأخيرة) لتحقيق أغراضٍ مُخْتلَّةٍ ومشبوهة.
وتؤكد الدراسة؛ أن أغلب الإشكاليات التي تعوق حوار المسلمين مع الغرب وتُعطلُ إنسانية الجانبين، سببها التعميمات التي لم يتم بناؤها وفق استقراءٍ علميٍ صحيح، حيث إن "متلازمة الخلل البحثي" في أحكام غير المنصفين حول محمد؛ تتجلى في خلل نفسي يُعطل الضوابط الذاتية في إجراءات البحث وخلل معرفي يعطل الضوابط الموضوعية وخلل منهجي يُعطل النوعين معًا.
وتوصي الدراسة؛ أن الدرس المستفاد الأول هو "تأكيد المؤكد" في أن يكون للنبي محمد ﷺ؛ الرتبة الأعلى – التي هي له بالأساس - في التقدير والاقتداء الذي يليق بكرامة وقدر أكمل من خُلق من "الإنسان"، وألا نترك "الفراغ" يوسّع لنفسه مَرتعًا خَصبًا في عقولنا وأنماط تفكيرنا وسلوكنا، لأن هناك أُناسًا (ممن يدَّعوا الإسلام وآخرين من دونهم) لديهم استعدادٌ غريبٌ في أي لحظة لأن يسدّوا هذا الفراغ بما يريدون في الإساءة إلى تاريخ الإسلام وقِيَمِهِ ودينهِ ورسولهِ ورسالته.

لم ينل محمد ﷺ أعظم من وحي السماء، فاعتبر وامتثل وتيقن، وتغيّر، ثم غير، إذ أن من أسباب التغيير الذي أحدثه النبي محمد هو القرآن الذي يتكون حصريا من الوحي، فإن أجل وأبلغ تغيير يسعى إليه دين الله في بني الإنسان، هو أن يمكن في كل واحد منهم لإنسانيته، لأن محمد الرسول الخاتم، عندما غيّر، كان هو الإنسان الذي يستفيق وينهض خارجا عن ربقة الموروث مما درج عليه عرب الجزيرة، ثم يمضى قدما دون راحة ودون توقف، ينادي الآخرين حتى يوقظهم من سباتهم العميق، فهكذا تاريخ البشرية يتوقف على الرجال الذين يتمكنون في اللحظات الحاسمة من تغيير صفحات التاريخ.

تحميل كتاب إنسانية محمد ﷺ - الطبعة الثانية PDF - د. حسين صبري

هذا الكتاب من تأليف د. حسين صبري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها