تحميل كتاب أرني جانبك السيئ pdf الكاتب ثقة يوسف حامد

في يوم مألوف التقيت بشخص غير مألوف، وحينما دنا مني ذلك الغريب همس بلطف:

الحياة مقابل الخطايا، هل تقبلين هذه الفكرة؟

بعيون تمتلئ رعبًا نظر إليّ، وبأنفاس مضطربة وصوت ضعيف صرخ مستنجدًا خائفًا ووجهه المحمر أصبح مجرى لدموع متدفقةٍ لا تنتهي، لَكِنَّ المجرم الحامل للسكين في القصة كان أنا وهذا الضحية فاقدُ الحول والقوة كان طفلاً باكيًا لم يتخط الربيع العاشر من عمره حتى.

وحشية... هذا ما كان يبدو عليه الأمر!

يا إلهي هل هذا هو الكائن الذي أصبحت عليه؟

تساءلت بصوت خفيض واعتصرت قلبي الذي أنذرني بألم فظيع، لكن لم يكن مسموحًا لي أن أستكين ولا حتى أن ألين، فقد كنت أتصنع تلك التعابير الجامدة التي لهشاشتها وجب عليّ الخروج قبل انكسارها، لكن هل إلى خروج من سبيل؟

تقدم الرجل الذي أخفى وجهه خلف قناع شديدٍ سواده رامقًا ذاك الطفل المرتجف بنظرات حقد لا تنتهي، كنت سأصرخ... كنت سأنتحب... لكنني ظللت كصخرة صماء أنظر بجمود إلى المشهد الذي سرعان ما اصطبغ بالأحمر القاني، لون دماء الطفل الذي قد ذبح توً ا أمامي، طعنتان ثم ثلًثة في الصدر وجهها الرجل الملثم بالسواد نحو جسد الطفل بكراهية خالصة مجسدة لا تأبه لمعنى الشفقة ولا تبالي لحروف الرأفة، فخَرَّ الطفل الصغير صريعًا فاتحًا فاه الممتلئ بالدماء، سائلة دموعه الأخيرة في عناء، ثم أُزهِقت روحه في وداع صامت مصبوغ فقط بلون الدماء.

تحميل كتاب أرني جانبك السيئ PDF - ثقة يوسف حامد

هذا الكتاب من تأليف ثقة يوسف حامد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها