تحميل كتاب غارة التتار على العالم الإسلامي وظهور معجزة الإسلام pdf الكاتب أبو الحسن الندوي

"و قد تميز هذا العصر بكثرة المصادرات و تفشي الرشوة و عزل كبار الموظفين , و تفاقم أمر الباطنية و الشطار و العيارين , واشتداد النزاع الطائفي و التفكك الخلقي , و الإنصراف إلى الملاهي و القيان و التكاثر بالأموال ....."

" واشتغلوا بما لا يجوز من الأمور الدنوية , واشتد ظلم العمال , واشتغلوا بتحصيل الأموال "

يقول هيرلد لميب " إن العالم الذي كان يعيش فيه المسلمون كان عالم الحرب و الجلاد , و كان لا يخلو من شغف بالموسيقى و الغناء , و من الطرب و الإهتزاز , لكنه رغم هذا الظاهر كان يعيش في قلق واضطراب , فكان المماليك و العبيد يحكمون مكان السلطان و الملوك ,و قد بالغ الناس في جمع الأموال و الثروات , و قد انتشرت الأدواء الخلقية و المؤامرات السياسية , و كان زمام الأمور بيد أولئك الذين ينهبون الرعية.." 

هذه بعض و ليست كل من سقام الأمة الإسلامية في ذلك العصر..بل ما ذكرناه في هذه الإقتباسات لا يعد سوى جزء بسيط جدا من الإنحلال و الفكاك..و التناحر بين الدويلات الإسلامية..و الإستعانة بالكفار لتحقيق مآرب سياسية عفنة..و انتشار الكره بين عامة المسلمين..واحتدام نار الطائفية..و غيرها الكثير..عصر بشع..بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى..أتعلمون عن أي عصر نتحدث ؟

نعم..الإجابة صحيحة لأن عنوان الكتاب واضح..فنحن نتحدث عن العصر الذي سبق هجوم التتار بقليل فقط..و لكن ما ظننتموه صحيح أيضا..فما أشبه البارحة باليوم..


يقول ماركس :
"التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"

و جاءت جحافل التتار..سيل عرمرم من الرجال..لا يهابون الموت..جراد لا يبقي و لا يذر..عقاب إلهي لأمة أنذرت عدة مرات كما يقول المؤرخون..أنذرت بالمجاعات و الزلازل العنيفة و السيول الجارفة..ولكن لا توبة و لا إنابة , إلى أن جاء المد الأكبر في تاريخ البشرية..جيوش يرى أولها و لا يرى آخرها..

كتيب جميل يحكي أسباب غزو التتار لبلاد المسلمين..و حال تلك البلاد قبل , أثناء و بعد الغزو..و كيف استطاعت الأمة الإسلامية صد هذا الهجوم .
كما يتحدث الكتيب عن معجزة الإسلام و المتمثلة في دخول هؤلاء التتار إلى الإسلام أفواجا أفواجا .

هذا الكتاب من تأليف أبو الحسن الندوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها