تحميل كتاب ديوان قوافل من كلام pdf الكاتب إبراهيم أوحسين

"حين تنتهي من قراءة هذا الديوان، الذي لا يحتضن إلا غَيْضا من فَيْضِ قصائد الشاعر إبراهيم أوحْسينْ، ستجد نفسك، تلقائيا، تُسائلها : هل رحل عنا، حقا، الشاعر محمد الحلوي، الذي ))ملأ الدنيا وشغلَ الناسَ(( رَدَحًا من الزمن؟!..ألم يُخَلِّفْ وراءَه عَقِبا ؟!

   وسيأتي الجوابُ شافيا كافيا، كما أتى السؤال : إنَّ قصائد هذا الديوان، دليل قاطع على أن شاعرنا الكبير أثَّــر في جيلٍ كامِلٍ من الشعراء، بل حتى من الكتاب !

   ألم يُشِدْ عـميدُ الأدب العربي طه حسين بشاعرنا محمد الحلوي، عندما قال بحضور كوكبة من الشعراء والنقاد المغاربة بين جنبات جامعة القرويين سنة 1958 : ))ما سمعتُ مثلَ هذا الشعر، لا في الشرق ولا في الغرب((؟!

   قد يكون العميد مبالغا في هذا الحكم، ونحن لا نستبعد ذلك، لكنَّه يدل على القيمة الشعرية لما نَظَمَهُ الحلوي من قصائدَ عمودية موزونة، ترسخ القيم الوطنية والإنسانية في أسمى تجلياتها، طَوالَ عقودٍ !

   وهـكـذا، سيـفـوز الشاعر إبراهيم أوحْسينْ بجائزة الحلوي

فـي دورتــها الأولــى، مــؤكـــدا بـذلك أن الــنــظْـــم الـعــــمــوديَّ

الموزونَ ما زال سيدَ الشعر من جهة، ومن ثانية، أن غالبيةَ نصوصه تحفِـل بالصور الثرية، والصياغة الشعرية الرائقة الذوق، البالغة الجمال والإبداع، الخالية من الابتذال والإسفاف. والإجادة اللغوية، والسخرية، والإحالات التراثية التي تَنِمُّ عن تَشَبُّع صاحبها بالتراث الإنساني. وكمثال على ذلك، ما نــلحَظُه في ))ذنوب الهوى(( النص الفائز، إذ يقول : )) فلسنا كذي النون اهتدى بملاك، ولا كالذي ألقى العصا مغرقا جُنْدا...(( أو في ))قالوا اعتباطا(( : ))مَتَى يُبَدِّلُ قَومِي قَـــولَهُمْ عَــــمَلاً، فَرُبَّمَا أنْجَبُـــــــوا لابْنِ البَتُـــولِ أبَــا((أو في ))الحزن يعرفني(( : ))بيتي من الحزن يا يعقوبُ أرفعُهُ، وفوق أعمدة الآهات أسقُفُهُ، ما غاب يوسفُ عن عيني ولستُ له..أبًا يغالبُ بَيْـنًا وَهْوَ مُدْنَفُهُ..ولستُ بالخِبّ أن أُوتى دَمًا كَذِبا((!

   ولو أردنا أن نساير هذه الإحالات والصور والصِّيغ في ديوانه، لغرقنا في بحر لا قرار ولا شاطئ له، لكننا ندع المتلقي يكتشف ذلك بنفسه !"

العربي بنجلون

تحميل كتاب ديوان قوافل من كلام PDF - إبراهيم أوحسين

هذا الكتاب من تأليف إبراهيم أوحسين و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها