تحميل كتاب ثورة الخيام ترجمة عبدالحق فاضل نسخة ممتازة من إعداد سالم الدليمي pdf الكاتب عمر الخيام

 المؤلف: عمر الخيام / تعريب: عبد الحق فاضل

هذا الكتاب يحتوي على ترجمة كاملة لرباعيّات الخيّام مع دراسة مقارنة بين فلسفة عمر الخيّام وفلسفة أبو العلاء المعرّي الذي توفي عندما كان عمر الخيّام طفلاً فتأثّر كثيراً بالمعرّي..
وُلِدَ مُعرّب الكتاب "عبد الحق فاضل" في بغداد عام ١٩١١وهو كبير أبناء الشاعر الموصلي فاضل حامد الصيدلي. أنهى عبد الحق دراسته الابتدائية في الموصل وأكمل دراسته الدينية في كلية الإمام الاعظم، توظف في الديوانية ثم إلتحق بكلية الحقوق تخرج فيها عام ١٩٣٥ومارس المحاماة في الموصل وأصدر مع زميله المحامي يوسف الحاج إلياس مجلة (المجلة) التي تُعَد واحدة من اهم المجلات الثقافية الصادرة في الموصل في أواخر الثلاثينات، ونشر فيها شعره وقصصه ومقالاته النقدية، ويُعد عبد الحق فاضل رائداً للنقد الادبي في الموصل. وإنتقل إلى السلك الدبلوماسي عام ١٩٣٩ وشغل وظائف عدة في السفارات العراقية في الخارج: تبريز ودمشق والقاهرة وروما. وعُيِّنَ وكيلاً لوزارة الخارجية عام ١٩٠٨ وعُيِّنَ سفيراً للعراق في الصين عام ١٩٦٠ وبقي في منصبه هذا حتى إستقال من الخدمة عام ١٩٦٣ واستقر في مراكش مشرفاً على مجلة (اللسان العربي) التي يصدرها مكتب تنسيق التعريب التابع لجامعة الدول العربية حتى عام ١٩٩٢ وأُصيب في حادث طريق وعاد إلى العراق ليموت في وطنه.

وهذا تقديم للمطبوع الأول بقلم العلّامة الجليل الدكتور أحمد أمين بك
عُرِض على "لجنة التأليف والترجمة والنشر" طبع كتاب (ثورة الخَيّام) للأستاذ عبد الحق فاضل، وقد قرأته وأستحسنتُ نظمه، ورباعيات الخَيّام غنية عن التعريف فقد تُرجِمَت إلى لغات كثيرة، بعضها تَرجمات حرفية وبعضها ترجمات استوحى فيها المترجمون روح الخَيّام ولم يتقيّدوا بمعناه، كما فعل فتزجرالد. وقد أقبل عليها المعاصرون إقبالاً كبيراً لأنها تتفق وروح العصر من حيث الملل من الحياة والاستعانة على هذا الملل بالإنغماس في اللذات. وقديماً سَلك الناس مسلكين متناقضين لمحاربة هذا الملل، أحدهما الزُهد فيها، كما فعل أبو العتاهية وأبو العلاء، والثاني الانغماس في لذّاتها كما فعل أبو نواس والخيّام. وقد تُرجمت هذه الرباعيات إلى اللغة العربية مراراً وتقبَّلها الناس قبولاً حسناً، لِما فيها من شذوذ أحياناً ودعوة إلى الإمعان في اللذة أحياناً. وأنا لا أوافقه على هذه الدعوة ولا على هذا الشذوذ لأنه كما قال الفيلسوف كَنْت «إذا أردت أن تعرف شيئاً أصحيح هو أم فاسد فعممه»، ونحن لو عممنا هذا المسلك لكان الناس كلهم إباحيين متلذذين بوهيميين لا يأبهون لشيء إلّا للخمر
والنساء، ولو تصوّرنا مجمعاً هذا شأنه لكان مجتمعاً منحطاً يُسرع إليه الفَناء. فكل مجتمع إنما يبقى بتحمّل أعبائه وبمقدار ما فيه من
حياة الجد مشوبة بقليل من اللذائذ، لا بحياة لذيذة ليس فيها شيء من الجد٠ غير أنه هو نفسه قد يكون أدرك هذا العنى فلم يحيى الحياة التي دعا إليها بل كان فقيهاً عالماً بالرياضيات مخترعاً فيها، وهذا كله جَدٌّ لا لَهو. والمؤمن إيماناً تاماً بدعوته ليس أقل من أن يسير عليها هو نفسه، أما أن يكون عمله في جانب ودعوته في جانب فإن دلَّ على شيء فإنما يدل على عدم الإخلاص التام في أحدهما.
لقد وقفنا كثيراً عند مهاجمته للدين وللسماء ولعله في ذلك مُقلّد لأبي العلاء المعري في لزرمياته، ولكنا إعتدنا أن نسمع من مشايخنا قولهم: "ناقل الكفر لس بكافر"، واعتقدنا أن هذه النزعات سواء من الخَيّام أو من أبي العلاء لا تحدث إلّا فورة وقتية لا تلبث أن تزول، وأنهما إن كفر لسانهما أحياناً فإن قلبهما لا يفارقه الايمان، كالذي قيل عن "هيغل" الفيلسوف الألماني الشهير أنه كفر عقله وآمن قلبه. ونحن في حياتنا اليومية المُشاهَدة كثيرة ما نرى أفراداً ممتازين يؤمنون كل الإيمان ولكن قد تحدث لهم فورة وقتية بسبب حدوث كارثة فظيعة لهم، أو نزول مصيبة فادحة في أموالهم أو أنفسِهِم أو نحو ذلك فيجانبهم الإيمان في تلك اللحظة ثم لا يلبثون أن يعودوا إلى إيمانهم. فلعل الخيام كان من هذا القبيل، وجد الحياة كلها بؤساً وغَماً، ووجد الناس كالكلاب ينهش بعضهم بعضاً، ووجد عاقلاً بائساً وأحمق غنياً، فلم يجد مخرجاً له إلّا الزندقة أحياناً ثم تهدأ ثورته فيعود إلى دينه.
لقد صدق عمرو بن العاص إذ قال: "ليس العاقل من لم يعرف الشر من الخير، إنما العاقل من عرف الخير والشر، ثم تجنَّب الشر". فلا بأس أن يُعرَض على أنظارنا خيرٌ وشَر، بل لا بأس أن يُعرَض على أنظارنا خير كثير وشر كثير، فتفعل الخير عن عِلم وتتجنَّب الشر عن عِلم. على هذا الأساس أقدمنا على طبع هذا الكتاب لنضع بين يدي القارئ خيراً كثيراً وشراً كثيراً، ثم يأخذ كُلٌّ ما يُرشده إليه عقله وطبيعته كما يأخذ الحنظل والورد، فكُلٌّ يجد في الأرض غذاءه الصالح له. فنشر رباعيات الخَيّام على وضعها هذا خدمة للمجتمع، وخدمة للتاريخ، وخدمة للأدب العربي. ولناقلها على هذا الوضع أيضاً الشكر الجزيل، فليس يعرف ما لاقى من عناء إلّا مَن حاول أن ينقل الشعر من لغة إلى لغة، مجتهداً أن يُحافظ على معاني المنقول منها إلى المنقول إليها، وعلى روحها وحُسن وقعها وتنغيمها. فالله يجزل أجره ويُعظِّم مثوبَته.
                                                                            29/10/1951
         أحمد أمين

تحميل كتاب ثورة الخيام ترجمة عبدالحق فاضل نسخة ممتازة من إعداد سالم الدليمي PDF - عمر الخيام

هذا الكتاب من تأليف عمر الخيام و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها