تحميل كتاب الغراب المحظوظ pdf الكاتب د. محمد رجب

قد تبدوا القصة أنّ بها اسقاطات سياسية، لكنها مجرد قصة خيالية، فالظلم والقهر والطغيان، ليس قاصراً على زمن أو مكان، فمنذ قديم الزمان والأزل، والعدل بين الناس هو الأمل، ابن يعلن على أبيه العصيان، وأخ يقتل أخاه ليكون هو السلطان.

ليس مطلوباً منك أن تكون سوبرمان، ولا أن تغير العالم والكيان، ولا أن تزهد في الدنيا وترتدي الكتان، فقط لا تكن عبداً للمأمور، ترتكب أبشع الجرائم والفجور، ثم تدّعي أنك مظلوم مقهور، إذا لم تستطع أن تكون من ناصري الحق، فعلى الأقل لا تغرق في الجُب.

تتسم القصة بنهاية كل جملها بقافية، لمزيد من التشويق للأحداث الجارية، لا تقرأها في سرك، اجهر بكل كلمة .. تسرك. قد تجد بعض الكلمات غير مفهومة، فقد اضطررت لها للقافية المأمولة، وبالرغم أن المعنى في بطن الشاعر، إلا أنك ستكون للأحداث مدرك وشاعر، فهي قصة منذ قديم الدهر، الصراع بين الخير والشر، إلا أن أبطلها ليسوا كائنات بشرية، بل حيوانات وطيور برية.
 

أهم الشخصيات

الأسد الظالم ملك الغابة الجاري فيها الأحداث،

الغراب المنافق الذي دعمه في فرض سطانه،

الثعلب المكار الذي دعم الأسد في فرض سلطانه،

الفيل المتمرد على الظلم والناصر للحق،

الكروان المظلوم الذي دعم الفيل في نصرة الحق،

الأسد العادل ملك الغابة المجاورة،

مشهد من القصة:

البداية

يُحكى أن غراباً كانت له علاقة قوية، بالأسد ملك الغابة الشقية، فطلب منه تحقيق حلمه في الغناء له والمديح، وحينما صاح الغراب بصوته القبيح، فزعت جميع الحيوانات والطيور، فأطلق عليهم الأسد جنوده من النمور، ومن يظهر أي استياء، يُعاقب عقاب الأشقياء، وصار الغراب كروان الغابة الجديد، ومن يعترض يضع في يديه الحديد. زادت المأساة حينما مُنع من الغناء الكروان، بدعوى الحفاظ على الذوق العام، وفُرض على جميع السكان، سماع أغاني الغراب ذات الأشجان.

غضب الكروان لإعراضهم عن صوته البديع، ووصفهم له بالقبيح والمريع، فصوته الأفضل منذ الأزل، ويُضرب به في الجمال المثل، بينما صوت الغربان، منذ قديم الزمان، لا يقر عاقل أنه مقبول، والجميع يعلم أنه معلول.

جادله الثعلب المكار، بكل الحيل والأفكار؛ لعل له جذور، تمتد لأنشد الطيور، أو لعله معجزة، من رب لا يعجزه، أي شئ يريده في الكون، أكفرت بمن يقول كن فيكون؟ أما طائر الكروان، بالرغم من صوته العدنان، فلكل قاعدة شواذ، وصوتك أنت نشاز. أصاب الكروان الاكتئاب، بسبب الثعلب الكذاب، بينما استمر الغراب في النعير، وذاع صيته وأصبح المغرد الشهير!

قرر الكروان الدفاع عن حقه في الغناء، وساعده في ذلك الفيل ذو الحيلة والدهاء، فوضعا خطة محكمة، تَكُنْ للأسد والغراب مُبهمة، وقررا أن يخلصا الحيوانات والطيور، من الأسود الظالمة والنمور، فهل سينجح الفيل والكروان؟ وما هو مصير الأسود والغربان؟

الحرب

قبل أن يبدأ الأسد والنمور العدوان، سبقهم إلى ملك الغابة الأخرى الكروان، وأخبره بما يحدث ويُدبر له الآن، وعليه أن يجهز جيوشه وينصب الكمائن في كل مكان.

سأل الأسد الملك الكروان: لم تفعل ذلك وتضيع الأمانة، أليس ذلك غدر وخيانة؟

- أيها الملك العادل، الذي لا يرد سائل، إن الغدر والخيانة، أن يُحّملك شعبك أمانة، فتمنح الخونة والمجرمين الحصانة، وتقتل الأمهات وتحرم أطفالهم الحضانة، ويكون الغراب بصوته القبيح هو المطرب، ويُمنع الكروان من الغناء ويكون هو المذنب.

- ولكنه الملك الحاكم، وهذا هو الوضع القائم.

- إن هذا الأسد الظالم، قتل أباه وهو نائم، وساد الظلم والقهر، وقتل من خالف له أمر، وفسدت الأذواق، وانتشر النفاق، وأرهق جميعَ الحيوانات ظلمُ النمور، ولم يعد يرى حيوان النور، فقد كانوا يقتلون أي حيوان، لا لشئ سوى الاستمتاع والإذعان، وصار ضعاف الحيوانات جياع، إلا من كان للملك من أتباع، فقد نهبوا جميع الخيرات، وانتشرت الروائح القذرة من الجيفات، وبدلاً أن يخلصنا منهم الغراب، ويدفنهم كالعادة في التراب، ظل يغني بصوته القبيح، وفي كل مكان ظل يصيح، فهل ما فعلته خيانة، أم أنه حُب لغابتي وأمانة؟

سكت الأسد وطأطأ رأسه، ثم غضب واشتد بأسه، وضرب الأرض بيد من حديد، وقال بصوت الجهوري الشديد: إن كنت صادقاً فأنت أمين، وإن كنت كاذباً ستكون عبرة للخائنين.

غلبت الدموع الكروان وقال بصوت حزين حيران: أيها الملك العظيم، لقد فقدت ثقتي في نفسي، وظننت أن العيب في صوتي، حتى أتاني الفيل الكبير، وأخبرني أن صوتي ما زال جميل، وقرر أن يحكم الغابة، بالعدل والاحسان والكرامة، فهو الآن نائب السلطان، ومعروف عنه منذ قديم الزمان، نصرته للمظلوم من الحيوان.

- لكنه مجرد فيل، وليس له في الحكم دليل، فكيف يحكم بين الحيوانات والطيور، وهو مجرد حيوان مغمور؟

- صدقت أيها السلطان، الفيل حيوان غلبان، لكنه في الدفاع عن الحق منصور، والله يدبر له كل الأمور،

صاح الأسد بصوت عالٍ: يا وزيري جهز جيوشنا في الحال، وانصب الكمائن والحبال، سوف نقضي على تلك النمور، ليعم العدل في البراري والبحور، سنساند الفيل الغلبان، حتى يكون له السلطان، وسنحميهم ونمنحهم الأمان.

تحميل كتاب الغراب المحظوظ PDF - د. محمد رجب

هذا الكتاب من تأليف د. محمد رجب و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها