تحميل كتاب الروز pdf الكاتب حسام خوام آل يحيى

تدور احداث الرواية في قرية عراقية تدعى قرية إمام عسكر( تبعد حوالي 120 كلم شرق العاصمة بغداد ) , إحدى قرى مدينة بلدروز التابعة لمحافظة ديالى , في فترة نهاية خمسينيات القرن الماضي وبطلها رجل مسن يدعى(  ملا منيف ) وهو صاحب سيارة الجيب الاجرة الوحيدة في القرية النائية التي تنقل أهل القرية لسوق البلدة في رحلة اسبوعية وحيدة ( فجر يوم الجمعة فقط ) . وفي قرية إمام عسكر لغز عجيب , فالموت فيها يأتي بشكل متتابع لأهلها , أي لو مات أحد في الجوار سيجر غيره من بعد ذلك . وهي حقيقة واقعة في القرية لطالما لمسها أهل القرية وأنا واحد منهم , وهي الفكرة الرئيسة التي تناولتها في الرواية .

تبدأ الرواية باستيقاظ أهل قرية إمام عسكر , ولاسيما أولئك الذين حجزوا لأنفسهم مكان في الجيب لرحلة الجمعة , على انتحارسائقهم (وهم أربعة) بعد أن شنق الرجل المسن نفسه بحبل علقه في شجرة تتوسط داره في القرية , وملا منيف هذا هو حارس سجون متقاعد , كان يعمل في سجن (نكرة سلمان ) سيء الصيت أيام الحكم الملكي في العراق . كان عمله الحقيقي في ذلك السجن هو لف حبل المشنقة حول رقاب المحكومين بالإعدام وهو ما كان يخفيه عن الجميع بما فيهم زوجته المتوفية (سنية ) وذات يوم قام بلف حبله حول رقبتي رجل وزوجته كان الزوج وزوجته مشتركين في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وحكم عليهما بالإعدام . هذان الزوجان كان معهما صبي صغير هو ( عمران ) الذي تبناه ملا منيف- في وقت لاحق- وعاد به للقرية بعد أن قدم على تقاعد مبكر لأن ضميره أنبه كثيراً حين رأى ( عمران ) وحيداً بعد موت والديه .رباه وكبره عنده في بيته ولما كبر زوجه ( ملا منيف)  من ابنته الوحيدة (حسنة ) , وهي محور الشر في هذه الرواية لكونها ماكرة ونزقة ولعوب , تسيء معاملة زوجها ( عمران ) ولها ماض سيء لكونها مارست الجنس مع بائع جوال غريب عن القرية حين كانت في فترة المراهقة وقد قبضت عليها أمها (سنية ) متلبسة في فعلتها تلك فأخبرت زوجها ( ملا منيف ) فزوجها من (عمران ) ليستر على بنته ويحافظ على سمعته بين أهل القرية . لكن   ( حسنة ) تعلقت بعد ذلك بـ ( حسن المعلم ) وهو شخصية لها وزنها في الرواية ذو هيبة ومتزن رفضها وصدها لكنها بقيت تحاول أن تتحرش بحسن غير أبهة بكونها متزوجة عليها أن تحفظ سمعة زوجها وعائلتها . الرواية ككل وفي أطارها العام تصنف على إنها اجتماعية تسبر غور مكنونات كل شخصية من شخصياتها , همومهم وطباعهم , سلبياتهم وإيجابياتهم التي جعلت منها متفاوتة بين شخصية وأخرى , وهو واقع الناس في قرية إمام عسكر الحقيقية التي أعيش بها أنا شخصياً . للرواية بطلة بقدرات خارقة وهي ( حنونة البدوية ) وهي عجوز قدمت للقرية منذ زمن بعيد من بادية حدودية مع جمهورية إيران وهي بادية( ترسخ ) ( حنونة ) قابلة نسوة القرية وطبيبة تداوي الناس بالأعشاب والكي علاوة على أن لها موهبة روحانية خارقة في كشف المستور من خلال أحجار الودع التي ترميها على الأرض وصارت هذه الموهبة بمثابة مصدر رزق لها في القرية من خلال قراءة طالع أهل القرية مقابل المال لا سيما نسوة القرية. وهي التي كانت قد كشفت سر شنق ( ملا منيف ) ذاك الفجر لكنها لم تخبر أحداً بذلك .

( جميل جبارة ) الجار الأقرب لـ(ملا منيف ) هو شخصية مهمة في الرواية وهو أول من حجر لنفسه مقعد المقدمة في سيارة الجيب لرحلة يوم الجمعة لسوق بلدروز, وبعد أن لم يسمع صوت محرك سيارة الجيب يهدر في فناء دار جارة المجاور لبيته عرف بحكم الجيرة والعشرة بين الرجلين إن هنالك خطب ما ألم بملا منيف . فـ ( ملا منيف ) له عادات وطباع دوام عليها طيلة حياته ولم يخلفها ورثها من مهنته كحارس سجون , ومن تلك الطباع التزامه بالوقت ودقة مواعيد انطلاقه للرحلة وعودته منها للقرية . وساعته التي يلبسها بيده كانت اعجوبة في القرية التي يعيش أهلها في منأى عن الحداثة وتعقيداتها .

(نوارة ) وهي شابة يافعة يتيمة تزوجها ملا منيف قبل عشرة ايام فقط من انتحارة لها حكاية عجيبة تناولتها في الرواية . فهي إنسانة رافقها النحس لحظة تم تغيير أسمها من قبل أبيها بعيد ولادتها بساعات قليلة . فأمها سمتها ( مريم ) لكن والدها غضب معترضاً على التسمية وسماها نوارة فمات في ساعتها بعد أن تسلق نخلة في بستان والده وسقط . امها ماتت بمرض الجدري الذي انتقلت لها عدوته من بنتها   ( نوارة ) وزوجها شنق نفسه ولم تكمل أيامها العشرة في بيته . ولكون أهل القرية يخالفون أوامر الله وتعالميه ويراؤون في عباداتهم ويغشون بعضهم بعضاً فقد أوقع الله بهم عذابه من خلال فيضان ( نهر الروز ) الذي يجري وسط قرتهم وقتل معظم شخصيات الرواية لاسيما الأشرار منهم ونهر الروز وهو نهر طبيعي حقيقي ردمته الحكومة فيما بعد عام 1986 وشقت بدلاً عنه نهر مبطن بالكونكريت قائم حتى يومنا هذا شرق القرية ويجاورها . وهو حدث ما قبل خاتمة الرواية التي أنهيتها بثنائية الحياة والموت من خلال عودة النهر لسابق عهده هادئاً وعودة أهل القرية ( من الذين بقوا على قيد الحياة ) لحياتهم السابقة مع العضة بما حدث لهم . كل تلك الأحداث تنبأت بها ( حنونة البدوية ) في أحاديث لها مع أهل القرية قبل أن تموت هي نفسها في ذلك الفيضان .

بقي هنالك أمر مهم وهو أني ابتدعت اسلوب جديد في فن الرواية من خلال جعل شخصيات الرواية تتحدث عن أحداث الرواية بصيغة ( الأنا ) ومن خلال بحثها للأحداث من زاوية ما تؤمن به كل شخصية من شخصيات الرواية  ( الشر والخير ) 

وبالإضافة للشخصيات التي ذكرتها هناك شخصيات أخرى مثل :

( المختار طه النوشي ) عم نوارة الذي باعها لملا منيف وزوجها له مقابل المال وهو والد حسن المعلم وهو رجل شرير يمثل الشر في هذه الرواية .

( موزر ) زوجة جميل جبارة وهي بخيلة ولا تثق بزوجها صاحب الماضي المتضمخ بالسرقات قبل أن يغتني في القرية .

( حران مؤذن الجامع ) وهو رجل يدعي الفضيلة والتقوى بينما واقعه يشير لعكس ذلك تماماً .

( مفوض الشرطة مرهون ) وهو شاذ جنسياً يمارس الفعل الفاحش مع الغلمان داخل مخفر شرطة القرية .

وغيرهم مما لا يتسع له الملخص .

حسام خوام ال يحيى 

هذا الكتاب من تأليف حسام خوام آل يحيى و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها