تحميل كتاب الأرجوحة pdf الكاتب محمد الماغوط

وأصر الضيوف على الجلوس قليلاً فوق المصطبة، كانوا ثلاثة من الكهول المتعبين من ذوي الثياب الخلقة والأصابع التي تهتز عند لف اللفائف. وقال أحدهم بعد أن نهى سعلة موفقة: "والآن... هل ما زال الفهد في قفصه أم عاد يهزج ويمرح مع بنات السوء؟".
 

"بل لا نعرف في أي قفص حتى. اللعنة عليهم! من أين أبدأ وكيف أنتهي. ذهبت أولاً إلى مكان ما، فقالوا لي: اصعدي إلى الطابق الثاني، وعندما صعدت، قالوا: عودي إلى الطابق الأول... وعندها هبطت، قالوا: إلى الطابق الثالث، حتى تورمت قدماي دون جدوى. كلهم أنكروا معرفته".

"طبعاً لا بد أن يعرف أحد مكانه". وصرخ، أبو الفهد: "كان يجب أن لا أدعها تذهب. لقد أخطأت، وجل من لا يخطئ. كان يجب أن أذهب بنفسي". وما الفائدة الآن؟ دعنا نسمع بقية القصة. ثم قالوا لي: إلى الطابق الرابع. وهكذا حتى آذن الظهر إلى أن قال لي، الشخص المسؤول إنني مخطئة وعلي أن أذهب إلى مكان آخر. وفي اليوم التالي، ذهبت إلى، مكان آخر، وظللت أصعد، وأهبط إلى أن قال لي المسؤول أنه لا يعرف شيئاً وعلي أن أذهب إلى جهنم.

هذا الكتاب من تأليف محمد الماغوط و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها