تحميل كتاب أزمة السويس 1954 - 1957 - جذور، أحداث، نتائج pdf الكاتب لطيفة محمد سالم

أزمة السويس التي وقعت عام 1956 لم تكن وليدة لحظتها، لأن الصراع بين مصر والقوى الأجنبية يمتد إلى ماضٍ بعيد، فقد تراكمت الرواسب داخل مصر، تلك التي حملت المرارة والظلم، لكنها مع قيام ثورة يوليو عام 1952، بدأت تشعر أنها على أعتاب مرحلة جديدة شيمتها العزّة والكرامة، وتحررت مما عانته في الماضي، واستطاعت التخلص من الاحتلال البريطاني بتوقيع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954، وهذا التاريخ هو الذي بدأت به هذه الدراسة، لأن ما جرى من أحداث في أعقابه وحتى إعلان قرار تأميم لشركة قناة السويس في 26 يوليو 1956، قد ثبت جذور أزمة السويس.
ثم جاءت الفترة منذ قرار التأميم إلى بدأ تنفيذ خطة العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر، لتمثل توهج الأحداث، وتلتها النتائج التي اتسمت بالطابع الدولي، وانتهت باستقرار الأوضاع وإسدال الستار على أزمة السويس.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الدراسة قد استبعدت تناول العمليات العسكرية الخاصة بالعدوان، إذ فضل مؤلفها تركها للمتخصصين في هذا المجال. وانطلاقاً من هنا تم تقسيم الدراسة على ثلاثة عشر فصلاً، بالإضافة إلى فصل تمهيدي. في الفصل التمهيدي تم تتبع بداية العلاقة الجديدة بين مصر وبريطانيا، والأمل الذي كان يحدو الجانبين بشأن التعاون.
واختص الفصل الأول بالخطوة الأولى في طريق الصراع المصري البريطاني، وكيف حاولت لندن بمختلف الطرق واستقطاب مصر للحلف، واختص الفصل الثاني بالإجراءات التي أقدمت عليها مصر لمواجهة حلف بغداد، وتمثلت بالاتجاه العربي، حيث وجد عبد الناصر الآذان الصاغية لصيحات القومية العربية؛ كما وصلت ندآته إلى المستعمرات البريطانية في أفريقيا. أما الاتجاه الآخر فشمل انتهاج سياسة الحياد والانضمام لدول عدم الانحياز.
والفصل الثالث تعرض لموضوع صفقة الأسلحة التشيكية وعواقبها. وتناول الفصل الرابع تلك المساعي التي سلكتها كل من لندن وواشنطن لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي عن طريق مصر، ووضع مشروع التسوية " ألفا Alpha".
وبين الفصل الخامس سياسة المقايضة الأنجلو الأمريكية، أما الفصل السادس فسجل ما أقدم عليه عبد الناصر للرد على نقطة الإذلال التي أحس بها عند سحب تمويل السد العالي، وصدور قرار التأميم، وأثر ذلك على لندن وتجنيدها لكل الوسائل التي تمكنها من مواجهة هذا التصرف. وأبرز الفصل السابع الجهود التي قامت بها بريطانيا بمشاركة الولايات المتحدة في تمويل مسألة التأميم إلى قضية دولية، إذ عقد مؤتمر لندن الأول الذي أسفر عن مشروع دالاس بشأن تدويل القناة ورفض عبد الناصر له، وإخفاق مؤتمري لندن الثاني والثالث.
وتحدث الفصل الثامن عن مسألة انتقال الأزمة إلى المنظمة الدولية، مبيناً الأسباب التي دفعت بريطانيا وفرنسا لذلك، أما الفصل التاسع فعرض للتخطيط الأنجلو فرنسي العسكري الذي بدأ منذ لحظة إعلان قرار التأميم، ورفض واشنطن له، إذ اختلفت طرق معالجتها للأزمة عن حليفتيها، وكلل هذا التخطيط اشتراك إسرائيل في العدوان على مصر.
ووضع الفصل العاشر التدابير التي اتخذت داخل أروقة الأمم المتحدة، موقف واشنطن وموسكو في مجلس الأمن، والفيتو الأنجلو فرنسي على مشروع قرار وقف إطلاق النار، وتحول قضية العدوان إلى الجمعية العامة، والهجوم البريطاني الفرنسي على مصر، والأصداء العالمية لذلك. وإدانة استخدام القوة وتوقف القتال.
وتضمن الفصل الحادي عشر عرضاً للاقتراح الكندي الذي يهدف إلى تشكيل قوة دولية طارئة. وصور الفصل الثاني عشر تلك الجهود المضنية التي بذلها العالم متمثلاً في الجمعية العامة من ناحية، وممارسة واشنطن لأساليبها من ناحية أخرى متى الانسحاب الإسرائيلي.
وركز الفصل الثالث عشر على مهمة الأمم المتحدة في تطهير قناة السويس عقب العدوان ومتطلبات مصر في هذا الصدد، ونجاح المهمة وعودة الملاحة لكي تلوح في الأفق بوادر إحياء أزمة السويس من جديد، فانتقلت مرة أخرى إلى مجلس الأمن، لكن بعد أن أعدت مصر وثيقتها التي تضمنت نظامها بشأن الملاحة في القناة، وانتهى الأمر بقبول هذا النظام مؤقتاً، ثم ما لبث أن أصبح دائماً.

هذا الكتاب من تأليف لطيفة محمد سالم و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها