- اللغة : العربية
- اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : العلوم والطبيعة
- ردمك :
- الحجم : 0.37 Mo
- عدد الصفحات : 32
- عدد التحميلات : 1214
- نوع الملف : PDF
- المؤلف : أسامة صفراوي
تحميل كتاب كوكبنا الجميل - كوكبنا المهدد pdf الكاتب أسامة صفراوي
جَمَالُ كَوْكَبِ الْأَرْضِ حَدِيثٌ لَا يُنْتَهَى مِنْهُ يَا عَبْدَ الرَّحْمَانِ. وَمِنْ مَظَاهِرِ هَذَا الْجَمَالِ: أَنْوَاعُ الْأَشْجَارِ وَالْأَزْهَارِ وَالنَّبَاتَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَأَصْنَافُ الْحَيَوَانَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ وَأَلْوَانُ الطُّيُورِ الْمُزَرْكَشَةِ، وَالْغَابَاتُ الْمُخْضَرَّةُ، وَالسُّهُولُ الْمُمْتَدَّةُ، وَالْأَنْهَارُ الرَّقْرَاقَةُ، وَالْجِبَالُ الشَّاهِقَةُ، وَالْكُهُوفُ الْغَامِضَةُ، وَالصَّحَارِي الصَّافِيَةُ، وَالشَّوَاطِئُ الْخَلَّابَةُ، وَأَعْمَاقُ الْمُحِيطَاتِ الزَّاخِرَةُ.
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ أَسْرَابَ الطُّيُورِ الْمُهَاجِرَةِ تَطِيرُ فِي السَّمَاءِ بِانْتِظَامٍ، أَوْ تُشَاهِدُ أَسْرَابَ الْأَسْمَاكِ أَوْ قَنَادِيلِ الْبَحْرِ تَسْبَحُ فِي الْمِيَاهِ بِانْسِجَامٍ، أَوْ تُشَاهِدُ أَسْرَابَ الْجَوَامِيسِ أَوْ الْحُمُرِ الْوَحْشِيَّةِ تَرْعَى الْكَلَأَ الْغَضَّ فِي السُّهُولِ بِتَآلُفٍ، أَوْ تُشَاهِدُ أَسْرَابَ الْأَيَائِلِ تَجُوبُ الثُّلُوجَ فِي تَنَاغُمٍ، أَوْ تُشَاهِدُ أَسْرَابَ النُّحَامِ الْوَرْدِيِّ مُتَجَمِّعَةً فِي بُحَيْرَةٍ بِاطْمِئْنَانٍ، أَوْ تُشَاهِدُ أَسْرَابَ الْبَطَارِيقِ مُتَجَمِّعَةً فَوْقَ الْجَلِيدِ فِي أَمَانٍ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ ذَلِكَ تَشْعُرُ بِبَدِيعِ جَمَالِ كَوْكَبِنَا.
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ الْحَيَوَانَاتِ الْمُفْتَرِسَةَ وَالْوُحُوشَ الضَّارِيَةَ تُلَاعِبُ صِغَارَهَا وَتُدَاعِبُهَا وَتَغْمُرُهَا رَحْمَةً وَحَنَانًا..
عِنْدَمَا تَسْتَمِعُ إِلَى تَغَارِيدِ الْعَصَافِيرِ الْمُتَنَوِّعَةِ تَشْدُو بِأَعْذَبِ الْأَلْحَانِ الصَّافِيَةِ الْمُحَبَّبَةِ إِلَى سَمْعِكَ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ أَسْرَابَ النَّمْلِ تَسْعَى بِخُطًى حَثِيثَةٍ بَحْثًا عَنْ قُوتِهَا فِي انْسِجَامٍ وَمُثَابَرَةٍ لَا تَعْرِفُ كَلَلًا وَلَا مَلَلًا..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ أَنْوَاعَ الْفَرَاشَاتِ تُرَفْرِفُ فِي رِقَّةٍ وَتَتَنَقَّلُ بَيْنَ الْأَزْهَارِ وَالنَّبَاتَاتِ بِأَنَاقَةٍ وَرَشَاقَةٍ، وَتَتَأَمَّلُ جَمَالَ أَلْوَانِ أَجْنِحَتِهَا الْمُزَرْكَشَةِ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ الشَّلَّالَاتِ الْمُتَدَفِّقَةَ الْمُنْهَمِرَةَ مِنْ عَلٍ بِصَوْتٍ هَادِرٍ مَهِيبٍ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ النَّهْرَ تَنْسَابُ مِيَاهُهُ رَقْرَاقَةً ذَاتَ خَرِيرٍ عَذْبٍ رَخِيمٍ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ الْبَحْرَ تَتَحَرَّكُ أَمْوَاجُهُ مُتَلَاطِمَةً فِي حَرَكَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ دَائِبَةٍ، ثُمَّ يَنْتَهِي بِهَا الْمَطَافُ عَلَى الصُّخُورِ أَوْ الرِّمَالِ فَتَهْجُمُ مُقْبِلَةً جَرِيئَةً وَتَنْحَسِرُ مُدْبِرَةً حَيِيَّةً..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ أَضْوَاءَ الشَّفَقِ الْقُطْبِيِّ بِأَلْوَانِهَا الزَّاهِيَةِ تَنْسَابُ فِي نُعُومَةٍ وَعُذُوبَةٍ، حَيْثُ تَخْتَرِقُ الرِّيَاحُ الشَّمْسِيَّةُ الْمَجَالَ الْمِغْنَاطِيسِيَّ لِغِلَافِ كَوْكَبِنَا الْجَوِّيِّ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ الثُّلُوجَ تَكْسُو الْأَرْضَ بِبَيَاضٍ نَاصِعٍ، وَتَتَأَمَّلُ نُدَفَ الثَّلْجِ تَنْزِلُ بِكَثَافَةٍ وَمَهَابَةٍ، وَتَعْلَمُ أَنَّ نُدَفَ الثَّلْجِ تَنْزِلُ بِأَعْدَادٍ لَا تُحْصَى، وَكُلُّ نُدْفَةٍ تَقْرِيبًا تَخْتَلِفُ عَنْ بَقِيَّةِ النُّدَفِ فِي جَمَالِ تَرْكِيبَتِهَا الْهَنْدَسِيَّةِ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ الْمَطَرَ يَهْطِلُ بِغَزَارَةٍ غَيْثًا نَافِعًا فَتَسْتَقْبِلُهُ الْأَشْجَارُ وَالنَّبَاتَاتُ بِلَهْفَةٍ وَتَعَطُّشٍ فَتَزْدَادُ أَوْرَاقُهَا نُضْرَةً وَجَمَالًا..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ أَلْوَانَ قَوْسِ قُزَحٍ الزَّاهِيَةَ حَيْثُ تَتَفَاعَلُ أَشِعَّةُ الشَّمْسِ مَعَ قَطَرَاتِ الْمَطَرِ فَتَرْسُمُ هَذَا الْقَوْسَ الْجَمِيلَ فِي الْأُفُقِ الْبَعِيدِ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ قَطَرَاتِ النَّدَى الْمُتَلَأْلِئَةَ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ تُزَيِّنُ أَوْرَاقَ النَّبَاتَاتِ وَبَتَلَاتِ الْأَزْهَارِ وَالْوُرُودِ..
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ مَشْهَدَ الْفَجْرِ الْوَلِيدِ يَغْمُرُ الْعَالَمَ بِنُورِهِ السَّاطِعِ الدَّافِئِ، أَوْ مَشْهَدَ الْغُرُوبِ التَّلِيدِ يَغْمُرُ الْعَالَمَ بِلَوْنِهِ الْوَرْدِيِّ الْهَادِئِ..
عِنْدَمَا تُمَتِّعُ نَاظِرَيْكَ بِبَعْضٍ مِنْ مَظَاهِرِ هَذَا الْجَمَالِ، يُخَالِجُكَ شُعُورٌ عَمِيقٌ بِالْجَمَالِ الْبَدِيعِ فِي عَظَائِمِ الْمَخْلُوقَاتِ وَدَقَائِقِهَا.. وَلَا تَمْلِكُ إِلَّا أَنْ تَهْتِفَ مِنْ أَعْمَقِ أَعْمَاقِكَ بِكُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِ كَيَانِكَ: سُبْحَانَ اللهِ..
هَتَفْتُ مَبْهُورًا مَأْخُوذًا:
- سُبْحَانَ اللهِ !
تحميل كتاب كوكبنا الجميل - كوكبنا المهدد PDF - أسامة صفراوي
هذا الكتاب من تأليف أسامة صفراوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها