تحميل كتاب عدسة محقق pdf الكاتب د. غفار محمد

يقول المثل الياباني: ( كن حذراً ممن تثق به ، فالملح و السكّر متشابهان )

فكل الناس تبتسم في وجهك ، لكن كثيراً منهم ذئاب بثوب الحملان .. و رغم ذلك فهذا الثوب التنكري أو الأقنعة المزيفة سرعان ما تتساقط مع التجارب المتلاحقة ليظهر المعدن الحقيقي لهؤلاء ،هل هو ذهب لا يصدأ ، أم  حديد صدئ متآكل .. و كما أن الغوّاص عليه أن يغوص إلى الأعماق كي يستخرج اللؤلؤ الثمين ، على الإنسان أن يسبر أغوار الشخص أمامه كي يرى هل من درّ مكنون فيها ، أم مجرد أسماك متوحشة كحال الشيطان الأسود الذي يسكن أعماق المحيطات و يخدع الأسماك الأخرى بالنور كي يجذبها إليه ثم يلتهمها .. و كما يقال لا يمكنك معرفة جودة البطيخة حتى تفتحها ، فمن الخارج الكل متشابه يغريك منظره  و يدعي المثالية و الوفاء .. و بسبب هذه الحقيقة المؤلمة فكثير منا يتعرّض للظلم في حياته ، و أحياناً يكون ظلماً شديد الوطأة سواء من حيث الشخص الذي ظلمك أو من حيث حساسية الظلم الذي يطال أموراً مصيرية في الحياة كالحياة نفسها أو العرض أو الحقوق .. و كل ذلك يشعل في صدر المظلوم بركاناً متفجراً من الحقد و الرغبة بالانتقام سواء لاسترجاع مظلوميته أو على أقل تقدير لخلق توازن نفسي لا غنى عنه في داخله .. لكن في الحقيقة يا صديقي القارئ أن الإيمان بعدل السماء يوفر عليك كل هذه المشاعر .. فالسماء فنانة في تصفية الحسابات و رد الدين .. و ما قد يجول في نفسك من سيناريوهات انتقامية متنوعة ، تنفذه الحياة بشكل أمثل و بأيسر الطرق و من حيث لا يحتسب الظالم و المظلوم معاً ..لذا دع مظلوميتك للسماء دائماً و راقب بنفسك كيف ستدهشك الحياة في رد الظلم و عقاب الظالم .. أما بالنسبة للتوازن النفسي فيكفيك شرفاً و راحة بال أنك مظلوم و أنك لم تظلم غيرك ، بل كنت مشهوراً بالعطاء و الإحسان و ربما منحت الكثير بدون مقابل ، فهل هنالك من رضا و طمأنينة أكثر من ذلك ؟! و كما يقول الفيلسوف كونفوشيوس :

( الشخص الحكيم لا يسعى للانتقام أبداً ، لأن الحياة ستتعامل مع مظلوميته بشكل أفضل منه )

تحميل كتاب عدسة محقق PDF - د. غفار محمد

هذا الكتاب من تأليف د. غفار محمد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها