تحميل كتاب حين توقدت الرأفة pdf الكاتب عباس مدحت البياتي

من خلال الفزع المنتش في ذاته والخوف من أن يستسلم لموت بطيء يدهمه، وجد في عجزه عن الحركة فشل واضح في النجاة. السكون المطبق بمحيطه، الوحدة مقيتة، رهبة الموت حاضرة، مطرقة الجوع مجلة، ألم الجرح بليد، عوامل كثيرة تدفعه لأن يستسلم للقدر، إضافة لضعفه وهوانه.

صارت الإغفاءة تراوده بين الفينة والفينة، هجس بتراخ في أعضاء جسده، الإرهاق يسرقه من عالمه، أضحى لا يدرك مدة عناءه ولوعته، كل تلك العوامل ابرمت كعقد في نفسه، فهو بحاجة إلى سكينة وعناية ورعاية..

لا يعلم كم من الزمن مر عليه حتى صاخت أذنيه لغط أصوات مبهمة خارج الملجأ، لم يميز مفرداتها، دارت قرب الملجأ، حينها تهلل وجهه بالفرح، تأمل خيرا، لا بد هناك من سيتبع أثر الملجأ ويعثر عليه. كأنَّ لِحلم البقاء قوة ونشوة داعبت هواجس روحه بالأمل، أزالت عن كاهله شبح الموت ولون البؤس.... لكنه مجرد حلم، لن يرى النور.. ترى أيكون ساذجا لدرجة تصديقه حلم عابر، أنه إذا لمجنون....صار يكلم نفسه....

أصحى يا نجاح......

  أصحى من الكوابيس...

أنك ميت كما هم رفاقك ميتون.

لابد تلك الأصوات التي سمعتها هي أصوات جنود الفرس، أنهم قريبون من مواضعنا، وإلا كيف وصلت قذيفتهم إلينا؟ .. لِمَ لمْ ينقذنا زملائنا؟...

لن تنجوا مطلقا، وأن نجوت سيقتلونك بأنفسهم.. هؤلاء أنذال ليس في قلوبهم رحمة تجاه العرب، يلف قلوبهم حقد دفين منذ سقوط إمبراطورية الفرس على يد المسلمين، لن يرحموا عراقيا أبدا، لن يبقوا أسيرا على قيد الحياة.. هكذا فعلوا في معركة الشوش والإبسيتين حين اقتادوا اسرانا إلى المقصلة... ثم هذا وقت صراع وليس وقت رحمة، يجب أن تتخلص من خطر عدوك، هذا هو سلوك حرس خميني مع العراقيين.

تحميل كتاب حين توقدت الرأفة PDF - عباس مدحت البياتي

هذا الكتاب من تأليف عباس مدحت البياتي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور.
في حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال أحد الروابط التالية:
بلّغ عن الكتاب أو من خلال التواصل معنا


حقوق الكتب المنشورة عبر مكتبة فولة بوك محفوظة للمؤلفين ودور النشر
لا يتم نشر أي كتاب دون موافقة صريحة من المؤلف أو الجهة المالكة للحقوق
إذا تم نشر كتابك دون علمك أو بدون إذنك، يرجى الإبلاغ لإيقاف عرض الكتاب
بمراسلتنا مباشرة من هنــــــا