
- اللغة : العربية
- اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : علوم إسلامية
- الفئة : علوم القرءآن
- ردمك :
- الحجم : 4.87 Mo
- عدد الصفحات : 500
- عدد التحميلات : 97
- نوع الملف : PDF
- المؤلف : بلال جاسم محمد
تحميل كتاب حاشية سعدي جلبي (ت٩٤٥ ه) على تفسير البيضاوي من جزء ١٢-١٥ (دراسة وتحقيق) pdf الكاتب بلال جاسم محمد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإنَّ العلوم المعتبرة تتفأوت منزلة من شريف إلى اشرف بحسب ذلك المعلوم، ولا شك أنَّ أعلاها منزلة وأوثقها عروة ما اتصل بكتاب الله العظيم، فهو رسالته لمن خلق من عباده ليهديهم إلى حسن العيش في الدارين، سعادة في الدنيا وجنة في الآخرة.
وكان أول علم يتصل بهذا الكتاب الكريم هو علم التفسير الذي من خلاله يتوصل إلى معرفة مراد الله في خطابه وحكمه لعباده.
وهذا الكتاب الكريم له طريقان في تفسيره وادراك معانيه لا ثالث لهما، فإما أنْ تفسر اللفظة بتفسير شرعي اصطلاحي أي ينقلها الشارع لمعنى آخر غير ما وضعت له في اللغة، وأما أنْ تترك على ما هو معروف لها من معناها الوضعي في اللغة العربية، وسياق الكلام هو الذي سيحدد احد المعنيين، مثال ذلك لفظة (الصلاة) فقد جاءت في الغالب في معناها الاصطلاحي وهو العبادة المعروفة، لكنّا نجدها في مواضع أخرى قد جاءت بمعناها اللغوي وهو الدعاء كقوله: تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) التوبة: ١٠٣.
ومن هذا الذي أسلفنا يظهر أنَّه من أراد أنْ يفهم كلام الله تعالى، وجب عليه معرفة ما هو مأثور في تفسير القرآن، وما هو باقٍ على أصله اللغوي، وهذا المأثور سواء أكان تفسيرا للقران من القرآن نفسه، أم كان تفسيرا للقرآن بما أثر عن النبي (عليه الصلاة والسلام) والصحابة والتابعين (رضي الله عنهم)، لذلك نرى الصحابة في أول الأمر لم يسألوا النبي عن جميع القرآن وإنَّما سألوه عمّا دق فهمه، ذلك أنَّه نزل بلغتهم، فأبو بكر رضي الله عنه مثلا قد فهم القرآن كما فهمه أبو لهب، لكنه شتان ما بين عبد أوصله ما فهم أنْ يسلم نفسه لبارئه الذي هو احرص على نجاته من نفسه، وبين آخر أوصله ما فهم أنْ يهلك نفسه عنادا وكفرا.
لذا نرى كتب التفسير الأولى قد اقتصرت على التفسير بالمأثور على اعتبار أنَّ القسم الثاني وهو فهم ظاهر اللغة متيسر في ذلك العصر لأهله. ومع كثرة الفتوحات واختلاط الناس وظهور العجمة في اللسان بدأت مرحلة جديدة وهي ظهور كتب التفسير التي تضم كلا القسمين، فلذلك نرى هؤلاء المفسرين بداية يذكرون ما هو مأثور في تفسير الآية ثم يعرجون على معانيها اللغوية فيفصلون في هذه المعاني ويجتهدون ببذل كل ما في وسعهم ليصلوا إلى مراد الله، ليكون حكمه في حقهم، أنيسهم في ذلك أنَّهم إنْ أصابوا لهم أجران وإنْ اخطئوا فلهم اجر واحد.
وبعد هذه المرحلة جاءت مرحلة الجمود والتقليد وبخاصة في نهاية عصر الدولة العثمانية إذ اخذ التأليف شكلا جديدا وهو كثرة الحواشي على الكتب، وهذه الحواشي هي تعليقات على كلام المؤلف تكتب بجانب المتن، تارة للشرح والتأييد وأخرى للنقد والتفنيد بحسب مشارب مؤلفيها، ولم تقتصر هذه الحواشي على التفسير فقط، وإنَّما كانت تكتب على أنواع العلوم الشرعية، شرحا لمختصرها، وبيانا لكل ما قد يشكل فهمه على قارئه، وكان إحدى هذه الحواشي هو هذا الكتاب الذي أفردته بالدراسة والتحقيق.
أما الدراسة فقد سَلَكَتْ في مباحث خمسة، خصصت الأول منها للكلام على حياة المؤلف وآثاره بذكر نبذة عن حياته، وشيوخه وتلاميذه، مع التعريف بمذهبه في العقيدة والفقه، ومن ثمة ذكر مؤلفاته، وأقوال العلماء فيه.
وفي المبحث الثاني تنأولت اسم الكتاب، ونسبته إلى مؤلفه، والدافع إلى تأليفه، ثم ذكرت أسماء المصادر التي استقى منها المؤلف كتابه فأدرجتها تحت عنوان "مصادر الكتاب".
أما المبحث الثالث فكان لبيان منهج المؤلف في الكتاب، وقد بينت ابرز سمات منهجه بتقسيمه على وفق موضوعات التفسير فبدأت بمنهجه في التفسير ثم اللغة (النحو والبلاغة والصرف وبيان معاني الألفاظ)، ثم ما يتعلق بالقراءات القرآنية، والعقيدة والأحكام الفقهية والحديث النبوي وأسباب النزول والمكي والمدني وختمت منهجه بالكلام على طريقة عرضه للمادة.
وفي المبحث الرابع ذكرت بعض الملاحظات على ما ورد في الكتاب ظهرت لي في أثناء دراسته أدرجتها تحت عنوان "مآخذ على الكتاب"، إلا أنَّ هذا لا يعني التقليل من شأن الكتاب، إذ لولا جودته لما انتشر بين الناس وبخاصة بين المدرسين الذين وجدوا فيه ما يعينهم على فهم تفسير البيضاوي بغية إيصاله إلى أذهان
تلاميذهم.
وفي المبحث الخامس تكلمت على المخطوطات الثلاث التي اعتمدتها في التحقيق، ذاكرا أماكن وجودها، وما رمزته لها مع أوصافها، وبعد ذلك فصلت ما قمت به في أثناء تحقيقي للكتاب، ذاكرا هذا التفصيل تحت عنوان "منهج التحقيق".
وأما التحقيق فقد نسخت الكتاب من ثلاث نسخ خطية، وقسّمت مادته بحسب تقسيم السور الست التي تنأولتها بالدراسة والتحقيق، والتي تبدأ بسورة هود وتنتهي بنهاية سورة النحل، ثم ختمت الكتاب بذكر فهارس تفصيلية للآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، والأقوال والأمثال، والأبيات الشعرية، والأعلام، والمصادر والمراجع، ثم المحتويات والملخص باللغة الانكليزية.
وبعد فإني احمد الله واشكره على إتمام فضله عليّ أنْ أحياني وأعانني على إتمام هذا العمل، سائله تعالى أنْ يتقبله مني علما ينتفع به، وذلك كان أصل غايتي فما أصبت به فمن فضله عليّ ومن تسديده لخطاي، وإنْ أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان الذي هو عدو للناس مبين.
وأتقدم بالشكر إلى أستاذي الفاضل الذي أتشرف أنْ كنت يوما طالبا بين يديه، والذي أفدت منه كثيرا بما جاد لي به من علمه وتواضعه جعله الله له رفعة وسدادا في الدنيا والآخرة فإلى مشرفي حضرة الدكتور عبد الحسين عبد الله محمود أتقدم بالشكر والعرفان والفضل.
والشكر موصول أيضا إلى جميع أساتذتي الأفاضل في قسم التربية الإسلامية الذين لم يدخروا عونا إلا وجادوا به علي، فأسأل الله العظيم أنْ يجزيهم عني كل خير، وأنْ تكون السعادة حظهم في الدارين، إنَّه سميعُ ذلك والقادرُ عليه، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.
تحميل كتاب حاشية سعدي جلبي (ت٩٤٥ ه) على تفسير البيضاوي من جزء ١٢-١٥ (دراسة وتحقيق) PDF - بلال جاسم محمد
هذا الكتاب من تأليف بلال جاسم محمد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور.
في حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال أحد الروابط التالية:
بلّغ عن الكتاب
أو من خلال التواصل معنا
حقوق الكتب المنشورة عبر مكتبة فولة بوك محفوظة للمؤلفين ودور النشر
لا يتم نشر أي كتاب دون موافقة صريحة من المؤلف أو الجهة المالكة للحقوق
إذا تم نشر كتابك دون علمك أو بدون إذنك، يرجى الإبلاغ لإيقاف عرض الكتاب
بمراسلتنا مباشرة من هنــــــا