تحميل كتاب جامع الأصول التسعة من السنة المطهرة - الجزء الثالث عشر pdf الكاتب صالح أحمد الشامي

جمع لأحاديث الكتب التسعة (البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، وموطأ مالك، ومسند أحمد، وسنن الدارمي)، مع حذف الأسانيد والمكررات.
عدد المجلدات: 14 (والمجلد الرابع عشر للفهارس).

من المعلوم أن الإسلام يقوم على القرآن الكريم والسنّة، فهما مصدر هذا الدين الحنيف، وعليهما يقوم تشريعه، وعنهما تصدر تعاليمه، فالقرآن الكريم هو المنهج والدستور؛ والسنة الشريفة هي الشارحة والمبينة لهذا الكتاب الحكيم.

ومن حكمته تعالى أن جعل هذا البيان لكتابه بياناً حيّاً، يتمثل في واقع عمليّ، يتعامل مع معطيات الحياة، ويعيش كل أجوائها... وليس مجرد نصوص تشرح كلمات غامضة، أو تبين عبارات استغلق على الفهم إدراك معناها؛ وكان المبين صلى الله عليه وسلم إنساناً، يعيش مع الناس حياتهم بكل ما فيها من فرح وسرور، وآلام وأحزان، ومشقة وتعب... وفقر وغنى... فكان قوله بياناً، أمراً كان أم نهياً، وكان فعله بياناً، في الرضا والغضب... في العادات والعبادات.

وكان إقراره بياناً بياناً... بيان حيّ يفهمه كل الناس؛ لأنه واقع منظور؛ ويدرك أغواره كل ذي لبّ بحسب ما رزق من فهم ووعيٍّ وعلم.

هذا وقد نصّ القرآن الكريم على هذه المهمة - البيانية، والتفسيرية، والتبليغية - للرسول صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة، منها: قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم)... [النحل: 44]، وقوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)... [الحشر: 7] وقوله تعالى: (من يطع الرسول فقط أطاع الله)... [النساء: 80]، وقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)... [الأحزاب: 21]، وكان من عمه تعالى على المسلمين، بأن حفظت السنّة لهم كل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم.

من هنا، كانت معرفة السنّة ضرورة وواجب، فيحسن من كل مسلم - وقد تبين له تلك المكانة السامية للسنّة المطهرة - أن يبادر للتعرف على أكبر قدر ممكن منها، حتى تكون أقواله وأفعاله... تطبيقاً لما جاء به هذا الدين الحنيف؛ وفي هذا يقول الإمام ابن القيم: "وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

ثم يضع الإمام ابن القيم الغاية التي ينبغي على المسلم أن يسعى للوصول إليها بهذا الشأن فيقول: "على المسلم أن يجعل النبي صلى الله عليه وسلم أمامه ومعلمه، وأستاذه وشيخه وقدوته، كما جعله الله تعالى نبيه ورسوله وهادياً إليه فيطالع سيرته ومبادئ أمره، وكيفية نزول الوحي عليه، ويعرف صفاته وأخلاقه، وآدابه في حركاته وسكونه، ويقظته ومنامه، وعبادته، ومعاشرته لأهله وأصحابه، حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه... أصحابه الذين عاشوا معه فرأوا تصرفاته وأعماله وسمعوا أقواله... فتأسّوا به في كل ما صدر عنه... ولا يصل المسلم إلى هذه المنزلة إلا بعد معرفة واسعة بالسنّة، التي نقلت لنا كل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم، وكلما اتسعت هذه المعرفة وصاحبها التطبيق والتأسي به صلى الله كلما اقترب من الغاية أكثر وأكثر...

من هنا، تأتي هذا المؤلَّف بمجلداته الأربعة عشر الذي يسهل الوصول إلى هذه المعرفة المطلوبة في يسر وسهولة، وإلى هذا فإن هذا المؤلَّف يمثل إنجازاً كبيراً، وقد حوى أمّات كتب السنّة، وهي الكتب التسعة التي قدمها علماء هذه الأمة على غير، إذ هي الأرومة والأصل لما سواها من كتب السنة المطهرة، وهو ثمرة لجهد متواصل استمر طيلة سنوات عديدة، وهو عمل جديد في بابه، إخراجاً وترتيباً وتوثيقاً، لم يُسبق إليه.

إذا كان لا بد للمؤلف جامع الأصول التسعة من كتب الحديث على كثرتها من ضم بعض هذه الكتب إلى بعض (صحيح البخاري، صحيح المسلم، سنن أبي داوود، جامع الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجة، سنن الدرامي، الموطأ، المسند الإمام أحمد بن حنبل)، بحيث تشكل مجموعات تشترك كل مجموعة منها في المقصد العام.

وبناء على هذا تم تقسيم الكتاب إلى عشرة مقاصد، وتحت كل مقصد ينضوي عدد من الكتب، وقد يضم الكتاب عدداً من الفصول، وهذه المقاصد جاءت، وبشكل إجمالي على الشكل التالي: المقصد الأول في العقيدة، الثاني في العلم ومصادره، الثالث في العبادات، الرابع في أحكام الأسرة، الخامس في الحاجات الضرورية، السادس في المعاملات، والسابع في الإمامة وشؤون الحكم، الثامن في الرقائق، التاسع في التاريخ والسيرة، والمقصد العاشر والأخير في الفتن، وبهذا تكون.

وأخيراً، يمكن القول بأن هذا المؤلّف قد جمع "الكتب التسعة" مستوفياً كل أحاديثها، وكل حديث يأخذ مكانه تبعاً لترتيب المقاصد المبينة أعلاه، أما بنصه أو بذكر رقمه إن كان مكرراً، أو مخرّجاً في أكثر من كتاب.

وتجدر الإشارة إلى أن لهذا المؤلّف روافد ومكملات سبقت ظهورة، وهي كتب متممة له: أولها: كتاب "زوائد ابن خزيمة وابن جبان والمستدرك على الكتب التسعة، ويقع في ثلاثة مجلدات، الثاني: كتاب "زوائد الأحاديث المختارة على الكتب التسعة" للضياء المقدسي، وهو في مجلد واحد، علماً بأن أصلة (13) جزءاً في سبع مجلدات، الثالث: كتاب "زوائد السنن الكبرى للبيهيقي على الكتب الستة"، وهو في ثلاثة مجلدات، وصدرت جميعها على "المكتب الإسلامي"، وتحمل الترتيب والتبويب نفسه المتبع في هذا المؤلّف "جامع الأصول التسعة"، وبهذا يصبح مجموع ما قدمه "مشروع تقريب السنة المطهرة" أربعة عشر كتاباً، هي أمّات كتب السنة.

تحميل كتاب جامع الأصول التسعة من السنة المطهرة - الجزء الثالث عشر PDF - صالح أحمد الشامي

هذا الكتاب من تأليف صالح أحمد الشامي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها