تحميل كتاب النضال السياسي والعسكري لعرب القدس ضد المشروع الصهيوني والسياسة البريطانية 1917-1948 pdf

النضال السياسي والعسكري لعرب القدس ضد المشروع الصهيوني والسياسة البريطانية 1917-1948

تحميل كتاب النضال السياسي والعسكري لعرب القدس ضد المشروع الصهيوني والسياسة البريطانية 1917-1948 pdf الكاتب عبد الجبار رجا محمود خليلية

القدس مدينة عربية عريقة بتاريخها الحضاري وتراثها الثقافي والعمراني، وهي تنفرد عن بقية مدن العالم بمكانتها الروحية والتاريخية والحضارية، وقد استأثرت المدينة بهذه المكانة عبر التاريخ وعلى اتساع الكرة الأرضية، فكان لها تأثير يندر مثيله في مسيرة الإنسانية، كما لعبت دورا مهما في عملية الاحتكاك والامتزاج بين الحضارات المختلفة قديمها ووسيطها وحديثها، وقد تعرضت المدينة خلال تاريخها إلى الكثير من الغزوات كان أخرها وأخطرها على الإطلاق الغزوة الاستيطانية الصهيونية التي بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما زالت حتى يومنا هذا، وتستهدف هذه الغزوة فلسطين وأجزاء أخرى من الدول العربية المجاورة وبشكل خاص مدينة الأنبياء والرسل، ومهبط الديانات السماوية الثلاث، بشعبها وأرضها ومقدساتها وتاريخها وحضارتها وأثارها ومستقبلها.

كانت القدس بحق مهداً لاقدم الحضارات واعرقها، وتدل اسماؤها الشائعة على عروبتها فالقدس لفظة جذرها كنعاني جاءت من قادس اي المقدسة، والتقديس نابع من مكانتها الدينية في الديانات الثلاث، سكنها اليبوسيون في الالف الثاني قبل الميلاد، وفي عهد احد ملوكهم ملكي صادق ظهرت في المدينة اول طائفة اعتنقت التوحيد برعاية ملكي صادق واطلق عليها اورسالم اي مدينة الاله سالم.

ويبدأ تاريخ القدس المكتوب من القرن الثامن قبل الميلاد، في عام 705 ق.م، وفقاً للمعطيات الاثرية، وصل الملك الاشوري سنحاريب القدس واخذ الجزية من ملكها حزقي إيل وشعبها، وفي عام 587 ق.م احرق الملك الكلداني البابلي نبوخذ نصر اورشليم وسبى اهلها، ودمر هيكلها، وغنم كل ما فيه، وسبى قسماً من سكانها.

ولشدة اهتمام العرب بمدينة القدس فكر الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك بنقل عاصمة الدولة العربية الاسلامية اليها، وعندما احتل الفرنجة القدس عام 1099م، ارتكبوا المذابح وقتلوا العرب المسلمين والمسيحيين، ولما قام صلاح الدين بتحرير القدس من الفرنجة سمع العالم عن تسامح العرب ومعاملتهم مع الفرنجة.

حظيت مدينة القدس باهتمام العثمانيين، واطلقوا عليها اسم القدس الشريف نظراً الى اهميتها الدينية والاقتصادية، وفتحت معركة مرج دابق عام 1516م ابواب القدس امام السلطان سليم حيث زار القدس، ورحب اهلها بالسلطان العثماني الجديد، وتحسنت الاحوال في القدس تحسناً كبيراً في عهد ابنه السلطان سليمان القانوني، وتطور الاقتصاد وازدهرت التجارة حيث فرض العثمانيون القانون والنظام في فلسطين وتمت السيطرة على تخريب البدو للمناطق الريفية، وقسمت فلسطين الى ثلاث مناطق، تشمل القدس ونابلس وغزة، وكانت جميعها جزءاً من ولاية دمشق في عهد السلطان سليمان الذي اهتم بالقدس اهتماماً خاصاً واقام فيها منشآت، منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة اعوام، ومساجد واسبلة، وعمَر كذلك قبة الصخرة، والمدرسة الرصاصية ورمم القلعة وبنى مراب النبي غربي الصخرة.

لم تلعب مدينة من المدن القائمة على وجه هذه الأرض الدور الذي لعبته مدينة القدس في التاريخ، إنها وأن لم تكن من المدن التجارية الهامة، ولا من المدن الزراعية أو الصناعية، رغم وقوعها بين البادية من الشرق والبحر من الغرب، إلا أنها كانت على مر الدهور، مطمح انظار الغزاة والفاتحين، فحوصرت مراراً، وهدمت تكراراً وهجرت وأعيد بناؤها ثماني عشرة مرة في التاريخ، ولكنها بالرغم من هذا كله، ظلت قائمة في هذا الوجود، وظل اسمها مذكوراً في طليعة المدن والبلدان ذلك لأنها مقدسة في نظر جميع الأديان.

تحميل كتاب النضال السياسي والعسكري لعرب القدس ضد المشروع الصهيوني والسياسة البريطانية 1917-1948 PDF - عبد الجبار رجا محمود خليلية

هذا الكتاب من تأليف عبد الجبار رجا محمود خليلية و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها