تحميل كتاب الترجمة بين سيميائية: الرواية - الفيلم pdf الكاتب بغداد أحمد بلية
إن ظاهرة الاقتباس التي أوجدت مع السينما ، اعتبرها النقاد لمدة طويلة ظاهرة أدبية ، غير أن رومان جاكبسون وجهها منحى جديدا ، بحيث صنفها ضمن الترجمة ، و سماها" الترجمة بين سيميائية " .
و على هذا الأساس حاولنا في بحثنا تتبع مجمل الاقتباسات أو الترجمات ، منذ ظهور السينما إلى وقتنا الحالي ، في عرض تاريخي مجمل ، نرمي من خلاله إلى الاستدلال على وجود فعلي للترجمة بين سيميائية بين الفنون المختلفة ، و بخاصة المسرح و الأدب و السينما ، و حاولنا تتبع مفهوم الترجمة بين سيميائية و خلفياتها النظرية .
و نظرا لأهمية العرض السينمائي ، و ما يتيحه للادباء و رجال المسرح من إمكانيات جديدة و رؤيا جديدة للعالم ، فقد جرب العديد من الأدباء و المسرحيين تجربة الكتابة و الإخراج السينمائي ، كما أن
العرض السينمائي يتميز عن الأدب و المسرح بتخليد الإبداع و أصحابه مهما تقادم الزمن ، و قدكانت قصة النبي يوسف عليه السلام نموذجا واضحا لتجسيد أنواع الترجمة كما ذكرها رومان جاكبسون .
و تعد المحاولات التي قام بها السينمائيون الجزائريون لترجمة بعض الأعمال الأدبية إلى المسرح و السينما و التلفزيون جديرة باهتمام الباحثين ، و لعل أحسن ترجمة هي التي قام بها المخرج مصطفى بديع مع مسلسل الحريق المترجم لروايتي محمد ديب " الدار الكبيرة " و " الحريق " فقد استطاع بذكاء نقل مضامين الرواية بوفاء تام، لقد تمكن مصطفى بديع من حل مشكلة السرد و الوصف في الرواية ، بإدخال الراوي كشخصية مستقلة في العرض ، من خلاله تمكن المشاهد من الولوج إلى أعماق شخصية الطفل عمر، فالصورة وحدها قاصرة عن التعبير عن الوصف العميق.
للسينما إمكانيات كبيرة لنقل مضامين الروايات عن طريق الصورة ، و لهذا يجب إعطاء الأهمية الكبرى للترجمة بين سيميائية ، كما أن للعرض السينمائي جانب سردي و جانب تقني ، و لهذا سيبقى السؤال دائم الإلحاح :
كيف سيتمكن المخرج السينمائي من نقل السرد الروائي بكل تواتراته إلى اللغة السينمائية ؟
تحميل كتاب الترجمة بين سيميائية: الرواية - الفيلم PDF - بغداد أحمد بلية
هذا الكتاب من تأليف بغداد أحمد بلية و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها