تحميل كتاب أين أشيائي pdf الكاتب أيمن بيك

هل هي مجموعة قصصية ساخرة؟! أم هي مجموعة تنضح بالمرارة وتتوارى خلف ظلال من السخرية؟! هل هي غاضبة كما وصفها أيمن نفسه في استهلاله لها ؟! أم هي كل هذا معًا؟!

كلما كتبت عن عمل ما اقتربت مسافات من كاتبه ومن روحه التي أستشعرها بين السطور. يكون الأمر أكثر صعوبة عندما يكون هذا الشخص بالفعل معروفًا لي كإنسان، فأنا أعرفه من مناقشاتنا لما نتجاذب من أطراف الحديث من خلال تعليقاته عليّ وعلى أصدقاءنا.
وقد تتخذ معرفتي له طابعًا شخصيًا. جمعتنا الحياة بشكل أو بآخر وهنا تزداد الصعوبة بمكان، فأنا أعرف الكاتب وسأكتب عمّا أقرأه له من خلال معرفتي به. عليّ إذًا أن أحاول قراءته بشكل مجرد وكأنني أعيد اكتشافه. وهذا ما حاولت فعله وأنا أقرأ مجموعة (البك) القصصية، أراه مطلاً علّي بين الفينة والأخرى ضاحكًا وقائلاً: “وصلتي لفين يا زولة ؟!”

قال لي ونحن نتناقش في المجموعة:
” الكاتب من شدة خبرته في السرد يقدر يتقمص الشخصيات والحكاوي”؛ و هذا ما فعله أيمن باقتدار حيث أضحكني كثيرًا من خلال قصصه... أدهشني و أحزنني و أوجعني ثم عاد وأضحكني... أضحكني بمرارة و سخط و غضب على أحوالنا... أو كما قال هو في مقدمته الاستهلالية للمجموعة:
“أشك أن الغضب سيغلب على الضحك, فبعض ما تناولته داخل هذا الكتاب يعد ضربًا مبرحًا لبعض السائد والمعتاد، لذلك ربما سأكون سعيدًا إن تحول هذا الغضب إلى نقد مفيد”.

قصص سريعة ومركزة ككاشف ضوئي مسلط على حالات متكررة في عالمنا، لا بين ربوع السودان فقط بل ببلدان أخرى، فالأحوال واحدة وإن لم ندرك هذا. بعض القصص تتراوح بين صفحتين إلى ثلاث صفحات في المجمل وبعضها وصل لخمس أو ست صفحات. ومنها ما هي إلا بضع سطور لا أكثر.

أبطالها أشخاص عاديون نصادفهم في شوارعنا ومدننا وقرانا. هم منا أو هم نحن في أردية أخرى. ما لفت انتباهي وراقني جدًا أن يكون الأبطال أحيانًا كائنات أخرى. ذبابة، نملة، كلب، عنكبوت، بقرة. في هذا إسقاط على واقع حياتي إنساني له مثيله في مملكة الحيوان والحشرات. وما الضير أليسوا أممًا مثلنا؟!
هناك ملاحظة أخرى.

أيمن والأصدقاء! فها هو أيمن يمنح الشخصيات في قصصه أسماء الأصدقاء. فتارةً طلال الصديق الذي تحول على يد أيمن إلى إرهابي. وتارةً هو الصديق الذي يشاركه الزندقة. وهذا مأمون الجاك صاحب المكتبة. وذاك جهاد حسين يرتشف القهوة على رصيف من اللهب في الحياة الأخرى.

سمة أخرى مميزة لفتت انتباهي وأنا اقرأ! وابتسم لنفسي وأنا أتخيل أصدقاءنا و قد تحولوا شخوصًا داخل أعمالنا بملامح و أوصاف ربما لا تشبههم البتة، و لكن براعتنا الوصفية قد تجعل الأوصاف تنطبق عليهم تمامًا فنتخيلهم كما رسمهم الكاتب لا كما هم عليه.
قبل هذا أعود للعنوان الذي حكى عنه أيمن وأوضح سببه. ربما ليست هناك قصة بهذا الاسم داخل المجموعة، و ربما كان الاسم مُبَررًا بحكاية الصديق الذي أراد البحث عن قصة من القصص و التي كانت متناثرة على صفحة أيمن الفيسبوكية كما ذكر هو.. لكن!
أرى الاسم عبقريُا باختيار أيمن له. فبتلك القصص أشياء أيمن على اعتبار الشيء هو ذاك الذي يلازمنا ولا يغيب عنا؛ يرافقنا برحلتنا و نحن في الطريق بين الأصدقاء على ساحل البحر بلحظات تأمل أو استغراق في الحُلْم بما كان أو بتخيل لما سيكون ..
ربما هو ذاك الضمير الذي يرافقنا أو يشاركنا أو ينبهنا… ربما هي أشياء اجتمعت بكيان واحد يمثل هويتنا ويكشف عن ذواتنا. ربما وربما. في النهاية ستبقى الأشياء دلالات على وجودنا.

وقطعًا مجموعة أيمن هي دلالة عليه يستطيع القارئ أن يعرفه و يتعرف عليه من خلالها.. في النهاية قد يجد القارئ أشياءً تخصه بين سطور المجموعة.

تحميل كتاب أين أشيائي PDF - أيمن بيك

هذا الكتاب من تأليف أيمن بيك و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها