تحميل كتاب فك الحزن pdf الكاتب جودت جالي

جماليات الحزن وفضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي بقلم د. هناء خليف غني

قرأت قبل مدة مقالاً بعنوان (فضائل الحزن الاثنتا عشرة: مسارات غير متوقعة للسعادة)، بينَ فيها استاذ علم النفس الإيجابي، تم لوماس، أن الحزن قد لا يمثل حالة سويةً فحسب، بل أنه قد يساعدنا، بنحوٍ فارقٍ، على المضي قدماً في الحياة والتمتع بها وإعادة النظر في الكثير مما يقع لنا ولغيرنا. ولهذا السبب تحديداً، ربما لم يكن مستغرباً أو مفاجئاً فوز فلم (قلباً وقالباً) بجائزة أفضل فلم رسوم متحركة في عام 2016. الفلم، بسهولة ويسر، يتحدث عن الحزن، ولربما يقول قائل ’ما الجديد في ذلك؟!‘. مئات من الأفلام، والمسلسلات، والقصص، والقصائد، والروايات اتخذت من الحزن محوراً نسجت من خيوطه حبكات لها. فأقول الجديد هو الأسلوب المتبصر وغيرالمألوف الذي تعامل به الفلم مع الحزن وتداعياته في حياة بطلته برايلي، الفتاة التي تشكلت، في اللحظة التي وِلِدت فيها، خمسة مشاعر رئيسة كانت تعيش في رأسها وتتحكم فيها. وهذه المشاعر هي: الفرح والحزن والاشمئزاز والخوف والغضب. وسأحجم عن الوقوف طويلاً عند قصة الفلم الذي يمكن للمهتمين مشاهدته والاستمتاع بتفاصيله. ثمة جانبان هنا يؤلفان محور اهتمامي، هما: التعريف بهذه الفضائل الاثنتي عشرة، أولاً، وتتبع حضورها في مجموعة (فك الحزن) القصصية للقاص والمترجم العراقي جودت جالي.
تتوزع الفضائل الاثنتا عشرة التي عرض لها (تم لوماس)، بالتساوي، على ثلاث مجموعات رئيسة مترابطة، بمعنى إن كل واحدة من هذه المجموعات تشتمل على أربع فضائل. تتصل فضائل الحزن الأربع الأولى اتصالاً وثيقا بدور الحزن المحتمل في حمايتنا وتحصيننا ضد الفواجع والأزمات؛ وهي فضيلة الحزن بوصفه تحذيراً، والحزن بوصفه تحرراً نفسياً، وإدامة، وأخيراً، الحزن بوصفه دقةً. إن التجارب المحزنة التي يمر بها الإنسان، وما أكثرها في عالمنا المعاصر، من فقد أحبة وخسارات متتالية وإحباطات متواصلة هي بمنزلة جرس إنذار وتحذير لنا يذكرنا بضرورة التكيف مع حالات الفقد والخسارة هذه لئلا يتحول حزننا إلى حالة مرضية تفصلنا عن العالم المحيط بنا. وقد يساعدنا الحزن، بالقدر نفسه، على الحفاظ على القدر القليل من الموارد النفسية التي بقيت لدينا بعد التجارب المؤلمة، واستثمارها فيما بعد في اكتساب قدرٍ أكبر من الواقعية والحكمة في التعامل مع جوانب الحزن المختلفة.

تفاصيل أكثر عن المقال من هنا.

هذا الكتاب من تأليف جودت جالي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها