نوزت سالم خليل شمدين آغا، يكتب باسم نوزت شمدين.
ولد في منطقة الفيصلية بمدينة الموصل في الأول آب من عام ١٩٧٣، أكمل فيها دراسته الأولية، وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون من كلية الحدباء الجامعة في دورتها الأولى. عمل في نطاق المحاماة ثمان سنوات قبل أن يتركها ويتفرغ على نحو كامل للصحافة.
بقي نوزت في مدينة الموصل بخلاف باقي أفراد أسرته الكردية السنية المعروفة، والتي تقاسمتهم المنافي خلال العقود الأربعة الفائتة أو بقوا في مدينة زاخو شمالي العراق، التي تعد موطن العائلة الأصلي. بدأ مطلع التسعينيات بنشر مقاطع صغيرة في صحيفة الحدباء وصحف بغداد الأسبوعية واليومية، كتب الشعر في بدء مشواره، ثم انتقل إلى عالم القصة القصيرة، فكتب ونشر العديد منها في العراق وخارجه، وشارك في إصدارين من كتاب (قصص من نينوى)، وحصل على جوائز تقديرية، لتأتي سنة 2002 ويصدر روايته الحقيقية (نصف قمر) التي مثلت انطلاقته الحقيقية.
بعد ٢٠٠٣ عمل محرراً في جريدة (وادي الرافدين) ثم (مستقبل العراق)، وفي أواخر ٢٠٠٤ عمل مراسلاً لجريدة المدى اليومية في الموصل، واستمر في عمله لغاية السادس من آذار ٢٠١٤ قبل أن يغادر مع عائلته إلى النرويج. نشر في جريدة المدى وعلى نحو يومي على مدى تلك السنوات، الآلاف من الأخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات عن مدينة الموصل، حتى إنه كان يقول ممازحاً أصدقاءه لقد كتبت عن كل سنتيمتر من مدينتي وما زلت أشعر بالتقصير حيالها.
وعمل خلال تلك الفترة مراسلاً لموقع نقاش الألماني، واستمر كذلك حتى أصبح محرراً فيه بالعاصمة برلين في آب ٢٠١٤. نشر في هذا الموقع العشرات من القصص والتقارير الإخبارية وعمل أيضاً مراسلاً لمجلة WPI الألمانية الاقتصادية، وكتب لها عن شأن الموصل الاقتصادي والتحديات التي واجهتها المدينة في هذا الخصوص بين سنتي ٢٠٠٩- ٢٠١١.
وعمل محررا في جريدة عراقيون ومديراً لموقع وكالة أنباء عراقيون، لكن أهم ما فعله كان إصداره جريدة (ثقافات) الأدبية الشهرية ب ٣٦ صفحة. مثلت أول مطبوع أدبي من نوعه في نينوى، فُتح أبوابه لجميع الأقلام الأدبية دون استثناء لحداثوي أو كلاسيكي لسياسي أو مستقل.
بين ٢٠٠٤ و٢٠١٤ عمل نوزت شمدين عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، وفاز في ثلاث دورات انتخابية. وتعرض بسبب عمله الصحفي وجرأته في الطرح إلى ثلاث محاولات اغتيال اثنتان منها كانتا وشيكتين، الأولى في شارع النجفي في الشهر العاشر سنة ٢٠١٣، وبعدها بأسابيع قليلة في منطقة القوسيات شمالي مدينة الموصل. وهكذا قرر الرحيل مع زوجته وأطفاله الثلاثة ككاتب ضيف إلى مملكة النرويج، التي فتحت أمامه أبواب العطاء بمنحه حرية الكتابة والسفر. فكانت فرصته الكبيرة في طرح قضية الموصل التي تبناها على نحو شخصي، وصار يجوب العواصم الأوربية متحدثاً عن الظلم الواقع عليها، ويروي هناك قصة تدميرها. فعل ذلك في مؤتمر الكابيتال في ستافنجر النرويجية، وفي العاصمة الهولندية أمستردام خلال مؤتمر الأيكورن، وفي مهرجان مولدة النرويجي، وفي جلسة دورية لحكومة تليمارك جنوب شرق مملكة النرويج، وكذلك في بلدية العاصمة الفرنسية باريس، وجال أيضاً في السويد وفنلندا وألمانيا والدنيمارك وتونس وتركيا، ليلقبه أصدقاؤه ومعارفه بسفير العراق أو الموصل.
قام شمدين بتدريب صحفيين عراقيين في ورش تطويرية في العاصمة التركية أسطنبول وحاضر في معهد الصحافة العالي في العاصمة النرويجية أوسلو.
أصدر شمدين كتاب (قادمون يا عتيق) أواخر ٢٠١٤، وهو أول كتاب مقاوم يصدر ضد احتلال داعش لمدينة الموصل، ووزع فيها على نحو محدود. وقبلها كان قد أصدر كتاب مقالات عنوانه (الموصل في بكين)، ونشرت له منظمة الأيكورن والقلم الدولية كتاباً عنوانه (قصة ناج من الموصل) باللغة الإنكليزية، ووزع في أوربا ونشرته مواقع الكراندا والأيكورن والقلم النرويجية، وهو عبارة عن حوار مطول أجراه معه الصحفي الأمريكي الشهير لاري سايمس، وتولى الترجمة الفورية باسم مردان.
كما أصدر سنة ٢٠١٥ الطبعة الثانية من رواية (نصف قمر) عن دار مومنت في لندن. وفي السنة ذاتها أصدر روايته الثانية (سقوط سرداب) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ترجمت إلى اللغات الكردية والألمانية والإنكليزية.