ولد العلامة الشيخ محمود الصالح في قرية "الزلُّو" التابعة لمنطقة بانياس محافظة طرطوس يوم الجمعة ١٣ أيلول عام ١٩١٢م.
وهو ابن الشيخ صالح"الزللو" ابن الشيخ يوسف" بلوزة"بانياس ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ عبدالله ابن الشيخ حسين ابن الشيخ سعد في قرية بلوزة بانياس وينتهي نسبه إلى الشيخ العالم والأديب الشاعر عيسى الأديب البانياسي حاكم قلعة بانياس الشام.
تعهده والده وأحاطه بالرعاية والعناية لما توسمه فيه من النجابة وعهد به إلى أحد الشيوخ العارفين بتعليمه الفرائض والآداب الدينية فعلمه القرآن الكريم وهو دون الخامسة وحفظ القرآن عن ظهر قلب وهو دون السابعة من عمره.
تعلم الخط والأدب والعلوم والدين خاصة أحكام المذهب الجعفري وتعاليمه وقرأ كتب الفقه والحديث، ودواوين الشعر وحفظ الكثير منها.
نظم مختلف أنواع الشعر وأجاده، وله الكثير من القصائد في مواضيع شتى،أغلبها في مدح ال البيت عليهم السلام و من بعض قصائده:
حنين، يارب، ليالي الأنس، ياطالب الدنيا اتئد، ياطالباً عرض الحياة، الله أكبر، تزود من الدنيا ولاية حيدر.
من العلماء الذين أخذ عنهم وجالسهم الشيخ ناصر الحكيم والشيخ علي العباس والشيخ ميهوب صالح حرفوش.
تنقل بين القرى في الساحل ليلقي الخطب والدروس والمحاضرات حسبةً لوجه الله تعالى وليحض على نشر المحبة وقلع جذور البغضاء والأحقاد خدمةً للعلم وأداء الواجب وكانت خطبه توجيهية تنشر التسامح والتآلف في زمن قلّ فيه الخطباء في الساحل السوري.
ساهم في إنشاء الجمعية الخيرية الإسلامية الجعفرية وبناء جامع الإمام جعفر الصادق عليه السلام في اللاذقية، وتأسيس جمعية الزهراء الخيرية وجامع الإمام الحسين عليه السلام في بانياس، وحض على بناء المدارس و المساجد وقلما يوجد جامع في محيطه إلا وساهم في إنشائه وتدشينه.
وفي هذا الصدد يقول في قصيدته حنين :
عزفت عن الدنيا احتقارا لشأنها
وقد بان لي مخبوؤها وانجلى السر
فلم أكتنز مالا ولم أحو مقتنى
ولا غرني منها متاع ولا وفر
إلى قوله ناصحا:
إذا ما حباك الله فضلا فجد به
وأنفقه في وجه به يعظم الأجر
بناء بيوت الله،عمر مدارس،
إغاثة ملهوف ،لمستضعف نصر
إعانة ذي حاج، وبر بمعوز
وأخذ بأيدي من بأيديهم قصر
ألّف العديد من المؤلفات والخطب والكتب نذكر منها:
-" المختصر الجامع في الفقه الجعفري"
-" النبأ اليقين عن العلويين"
- "نزهة الأفكار في روض الأحاديث والأخبار" وهو كتاب كبير وقيّم في الحديث الشريف
-"المأثور من الدر المنثور"
بنى مسجد الإمام جعفر الصادق عليه السلام في قريته " الزللو".
بنى مسجد الإمام علي زين العابدين عليه السلام في قرية الكردية التابعة لمنطقة بانياس وجعله منبراً للعلم إلى أن توفاه الله تعالى في يوم السبت ١٤ شباط ١٩٩٨.