سورج شالاندون، من مواليد عام 1952، عمل صحفياً لفترة طويلة في صحيفة ليبراسيون قبل الانضمام إلى الكانار آنشينيه. تقاريره عن إيرلندا الشمالية ومحاكمة كلاوس باربي أكسبته جائزة (ألبرت لندن). في عام 1988، نشر ثماني روايات من بينها روايتاه الأخيرتان، العودة إلى كيليسبرغ (الحائزة على الجائزة الكبرى للرواية من الأكاديمية الفرنسية 2011)، والجدار الرابع (الحائزة على جائزة غونكور للثانويين 2013). كانت فكرة سام مجنونة، واقتفى جورج إثرها. لاجئ يوناني يعمل في الإخراج، أخفى أصله اليهودي؛ حلم بتمثيل مسرحية أنتيغون لآنويْ على ساحة معارك في لبنان. في العام 1976، ارتكبت مذابح في هذا البلد، فقرر جورج أن أرض الأرز ستكون هي المسرح، فقام بالرحلة إليه، فاتصل بمقاتلي الميليشيات، أي بكل الذين تحاربوا. أما فكرته فكانت تمثيل مسرحية أنوْي على خط الجبهة. كريون هو المسيحي؛ أنتيغون هي الفلسطينية. هيمون هو الدرزي؛ الشيعة حاضرون هناك أيضاً، ومعهم الكلدانيون والأرمن. لم يكن يريد منهم جميعاً سوى ساعة هدنة، ساعة واحدة لا غير. لن تكون سلاماً، بل مجرد لحظة رحمة. استراحة في الحرب. ومضة شِعرٍ، وصمت البنادق. وافق الجميع، وكان ذلك يفوق التصور. بعدها أصيب سام بمرض عضال، وعلى فراش الموت، طلب من جورج أن يقسم له بمتابعة المشروع والانتقال إلى بيروت، وجمع الممثلين واحداً واحداً، وانتزاعهم من الجبهة ليمثلوا الحفلة الفريدة. أقسم جورج لسام، صديقه، أخيه، بأنه سيفعل.