تحميل كتب ومؤلفات ابن مماتي pdf

ابن مماتي

ابن ممَّـاتى.. ناظر النظَّار وصاحب «الفاشوش فى حكم قراقوش مصر»

 هو الأسعد بن المهذب بن مينا بن زكريا بن ممـَّاتى.. كاتب وأديب.. وأحد علماء الجغرافيا فى عصره ومؤرخ مسلم مصرى من أهل القرن السادس الهجرى.. يرجع أصله إلى أسرة (ممَّـاتى) النصرانية التى تبوأت منزلة رفيعة فى عهد الدولة الفاطمية، وهى أسرة كانت تعيش فى (أسيوط) ثم انتقلت إلى (القاهرة) للعمل فى دواوين الدولة، وقد تبوأ جد الأسعد (أبوالمليح مينا) منصب مستوفى الدواوين ونال حظوة كبيرة عند الفاطميين، اما أبوه (المهذب) فقد تولى رئاسة ديوان الجيش وأسلم أثناء ذلك. واعتنق الإسلام فى سنة 564هـ، 1169م حينما تولى صلاح الدين الأيوبى حكم مصر.. وشغل ابن مماتى منصب رئيس ديوانى الجيش والمالية فى عهد صلاح الدين الأيوبى وبعض خلفائه.

وقد ولد الأسعد سنة 544هـ/1149م فى القاهرة، ونشأ فى كنف والده الذى كان يعقد مجالس الفقه والأدب فى بيته، مما وثق حب الأدب فى نفسه وجعله شاعرا مثقفا ورائدا لأدب السخرية فى زمانه.

وفى عام 577هـ توفى المهذب، فخلفه ابنه الأسعد فى ديوان الجيش، ثم أضاف إليه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى ديوان المال، الأمر الذى يبين مدى ثقة صلاح الدين فيه.

وظل الأسعد رئيسا لديوانى «الجيش والمال» فى عهد صلاح الدين، وعهدى ابنيه العزيز عثمان والمنصور محمد، حتى عاداه الوزير (ابن شكر) فى دولة الملك العادل أخى صلاح الدين، ودبر له المؤامرات، مما اضطر ابن مماتى للفرار من مصر، حيث رحل إلى حلب سنة 604هـ وأقام فى كنف أميرها غازى بن صلاح الدين.

وكان الأسعد موسوعة فى الأدب واللغة، وذكر ياقوت الحموى أن له أكثر من عشرين مؤلفا، من أشهرها: (حجة الحق على الخلق فى التحذير من سوء عاقبة الظلم)، و(الفاشوش فى حكم قراقوش). أما أهم مؤلفاته وأشهرها على الإطلاق فهو كتاب (قوانين الدواوين) الذى يُعتبر موسوعة شاملة لحالة البلاد المصرية فى القرن السادس الهجرى، حيث تناول باستفاضة جغرافيتها وشيئا من تاريخها، وتفصيل نواحيها وقراها وتأصيل أسمائها، وأنظمة الحكم والدواوين والوظائف، وشئون الزراعة وغيرها، ويناقش عدة موضوعات رئيسية منها «جغرافية القطر المصرى فى العهد الأيوبى» و«أنظمة الحكم الخاصة فى عصر بنى أيوب» و«الشئون الزراعية للبلاد».. وتصدى فى كتابه إلى كثير من المسائل الخاصة بأنظمة الحكم فى عصر بنى أيوب، واستعرض وظائف الدولة المهمة وشرح اختصاص كل منها، كما أنه أتى فى الأجزاء الأخيرة من الكتاب على شذرات كثيرة طريفة عن بعض الدواوين ودور الحكومة وموارد الدولة المالية.. وظل فى حلب حتى وافته المنية فى جمادى الأولى سنة 606 هـ.