في سفر الحياة لاحراك لك إلا بالنور ولن تبصر دربك إلابالوحي ، ولن تصل إلى منزلك إلا بالهداية
والإنسان منا فقير ضعيف ؛ ونحن جميعًا يلحقنا وصف السفر أننا في درب سفر إلى الله رب العالمين ، ولكي تصل إلى النور لابد أن تُبحر في قلب الركام لتُبصر الفجر بأحداق الغمام ، وتصبغ جداران حياتك بالوحي حتى يُضئ لك عمرك بالهداية وتكون إنسان كلما جالسته فاح عبير روحك كبوح زهرةٍ تهمس بأسرارها لأنفاس الصباح.
طالع دئمًا في مرآة حياتك التفاصيل العابرة وقصاصات حياتك الصغيرة وما طويته خلف سُتُر الصمت
= تتذوق الفرح بنعم الله عليك سترًا وعافيةً وتتذوق ذلة المسكنة إليه رغبًا ورهبًا وتكون أسيف رجَّاع دافئ الدمعة ومخبت الخلوة.
الإنسان مسكين .. وهو يعاين تلك المسكنة والضعف حسًا ومعنى فقد توصد أمام قلبه وعينه أبواب ونوافذ كثيرة ولقد يتناثر في جسده آلالم ويصيبه الوهن فينكسر فيه كل شيء
= هنالك من وراء هذا الموج والضجيج أفقٌ للسكينة
ماطالع القلب جمال قول الله تعالى « يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفًا » يجد المسكين ملاذه الذي فيه السكينة والامل والسعادة ، ويصفو القلب ويطمأن ويأمن ويضيء فيه كل شيء.
لن تجد أحدًا لجأ إلى الله عزوجل في ضرٍّ فردَّه قط، ولو كان السائل لئيمًا أو مُشركًا!
وإنه ليكشف ضرَّ من لاذ به ولجأ إليه، وهو يعلم خَبْءَ قلبه ودنَسَ نفسِه ، وهي تتململ في المحنة تتلمس منافذ الفَرَج، فيمُنُّ تبارك اسمه بجميل جوده وعظيم إحسانه، ويكشف الكرب ويطوي بساط المحنة ، فلا أعظم كرمًا منه!
ولتُخلِّص نفسك من شوائب الزيف ؛ وتكون ممن يشكر ربه ويأوي إليه في السراء والضراء ، ولا تُفارق معنى العبودية فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه!
تتطاير الأيام من أعمارنا لم يبقَ غير الإيمان والعمل الصالح.