تحميل كتاب تاريخ التعب من العصر الوسيط إلى أيامنا هذه pdf الكاتب جورج فيغاريلو

يكشف كتاب تاريخ التعب عن تاريخ لم يطرقه الدارسون، رغم أنه تاريخ غني بالتحولات والمفاجآت من العصور الوسطى حتى يومنا هذا، ويطرح أشكال التعب التي تسود وتتطوّر بمرور الوقت، وأعراض الإرهاق التي تتغير، والكلمات التي تتكيف للتعبير عن أشكال جديدة من التعب.

يلاحظ مؤلف الكتاب، أول الأمر، أن نطاق التعب لا يفتأ يتمدد في عصرنا هذا على نحو لا يقاوم، فيقترح علينا رحلة استكشافية تجوب مسافة خمسة قرون من تمثلات هذه الحالة الجسدية والنفسية، وما يرتبط بها من ذهنيات. لقد اقترن التعب خلال العصر الوسيط بأجساد المحاربين المنهكين، أو المسافرين، مثل أولئك الحجاج الذين كانوا يتحملون المعاناة، في رحلات طويلة، يبتغون منها خلاصهم. أما في الفترة الكلاسيكية، فقد اقترنت الشكوى من التعب بنخبة «أصحاب العباءة» وبالمهن الجليلة وقتئذ، ومن ذلك «تعب البلاط» الذي وصفته السيدة مانتونون. ويجب أن ننتظر حلول القرن التاسع عشر لنسمع عن تعب العمال أو الشغالين، كما في روايات إميل زولا على سبيل المثال.

وتطورت النظريات الفيزيولوجية أيضًا بمرور الوقت: لقد ارتبط التعب في البدء بخسارة الأخلاط (الأمر الذي كان يعالج بواسطة الترطيب)، ثم صار في القرن الثامن عشر، المسمى عصر الأنوار، مرتبطا باختلال نظام التحفيز الكهربائي الذي يتم تعويضه بوسائل الاستثارة، بينما ركز القرن التاسع عشر على الطاقة وخسارة السعرات الحرارية، وهو ما كان يجري تعويضه بالغذاء. أما القرن العشرون، الذي تميز بالتضخم التكنولوجي والتوسع العمراني وظهور علم النفس، فقد شهد ازدهار مفهومي الإرهاق والإجهاد. ويذهب المؤلف إلى أن الاحتراق النفسي الذي يسم عصرنا هذا يظهرنا، في الواقع، على «تعب تحقيق الذات» الناجم عن التوتر المستمر بين «الذات المتضخمة» الخاصة بالأفراد الراغبين في اختيار حياتهم، وبين القيود المتعددة، المهنية والاجتماعية، التي لا يمكنهم الإفلات منها.

تحميل كتاب تاريخ التعب من العصر الوسيط إلى أيامنا هذه PDF - جورج فيغاريلو

هذا الكتاب من تأليف جورج فيغاريلو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها