تحميل كتاب العظماء المبدعون وآثارهم في التاريخ pdf
معاينة الكتاب أو تحميله للإستخدام الشخصي فقط وأي صلاحيات أخرى يجب أخذ إذن من المؤلف
تحميل كتاب العظماء المبدعون وآثارهم في التاريخ pdf الكاتب عبد الجواد السيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله سبحانه وتعالى وبحمده، وصلاةً وسلامًا على رسوله، ورضوانًا على صحابته وتابعيهم حتى نلقاهم.
وبعد، فإن من يتأمل الإسلام يجده تقوىً في قلوب وألسنةٍ وأعضاء من يؤمن به، ومهارةً في دروب الحياة التي يطالب الإسلام أبناءه أن يخدموه من خلالها.
وقد قاربنا على انتهاء نصف القرن الخامس عشر، وما زلنا نتكلم في نفس الموضوعات، ونعاني نفس العلل، ونقدّم نفس الحلول، ونبدي ونعيد في نفس الأمور.
ولولا بعض الدعاة المتطوعين، بعد إرادة الله تعالى الخير لهذا الدين، لكان في خبر «كان»، ولم نعدم في الرسميين – بلا ريب – دعاةً مخلصين مجتهدين، لكن في هؤلاء وهؤلاء من يجب الإحسان إليهم وإلى الدين بإبعادهم عن تلك الساحة، وتجنيبهم الردى وتحميلهم التبعات؛ لسوء تصرفهم نتيجة ضيق الأفق وسوء الخلق وضعف العلم.
إن العودة إلى الإسلام لو لم تكن واجبًا شرعيًّا، لكانت ضرورةً عقلية؛ فإن أمةً كانت ذليلةً مشتتةً ضعيفةً مهانةً مستعبدة، فجاءها دينٌ رفعها وأعزها وقواها وحررها وسوّدها وأكرمها ووحّدها، ثم تركته في غفلةٍ منها وجهالة، فعادت لما كانت فيه؛ فصارت – رغم عددها الذي يتجاوز المليارين، ومساحتها الممتدة بين المحيطين – تُذل وتُهان، لا وزن لها، تُعذَّب وتُشرّد وتُقتل وتُخرج من أموالها وديارها، وتُسلب كنوزها وتُسرق جهودها.
أفلا يحتم العقلُ في أمةٍ تحترمه وتقدّر حكمه وتعلي رؤيته وتستمع لما يمليه، أن تعاود النظر في طريقة سيرها المعوجّة، وترصد عوامل بُعدها ومفارقتها لأسباب العزّة، وتجتهد في نفض هذه الغفوة عنها، والوصول بكل السبل إلى الكرامة والريادة والحرية؟!
كيف لا، والشرع يوجب ذلك، وهو عزُّ الأولى والآخرة؟!
ومن المهام التي تنتظر المصلح والمربي والعالم والداعية في خدمة الإسلام كل فترة من الفترات:
- رفع الزوائد التي أُلحقت به.
- واستكمال العناصر التي أُسقطت منه.
- والاجتهاد في تقديمه لأبنائه وللآخرين.
- والإبداع في خدمته وتعبيد الطريق أمامه ليبلغ مقصوده في دياره، ثم في الأرض.
وهذا هو التجديد الحقيقي الذي ينبغي أن يقوم به هؤلاء، ليجري الدم، وتعود النضرة في وجه الإسلام، وتنبعث الحياة ويتجدد النشاط في حياة المسلمين.
ولا ينبغي أن ينتظر المسلمون نصرة دينهم على يد عدوهم، أو يأملوا أن تُفتح له الأبواب بأيدي غير العاملين له الموقنين به الساعين في سبيله؛ إن انتظار ذلك والأمل فيه محض وهم، فإن نصرة الحق لا تُنتظر من الأعداء، بل يقوم بها الأولياء، وإن الأمل لا يُعقد على الغريب، بل على القريب. وكذلك لن ينصر الحق إلا أهله، ولن يُفتح طريقه إلى النور إلا أبناؤه.
ومن هنا، يعجبني كل عملٍ جادٍّ يصبّ في هذه الجهة العاملة لهذه الغاية، الساعية لتحقيق الأهداف الرامية إلى بلوغها. ويسعدني كل عقلٍ مجتهدٍ ينتصب للقيام على هذه الثغور، فيكشف عن واقعها، ويرصد مواطن الصحة والخلل بها، ويقدّم الرؤية الصحيحة لمداواتها.
ومن هذه الأعمال والأقلام هذا الكتاب: "العظماء المبدعون وآثارهم في التاريخ"، الذي يأتي ضمن سلسلةٍ تربويةٍ تحمل اسم: "الجيل المنشود"، وكاتبه الدكتور عبد الجواد أحمد السيوطي – وفّقه الله – صاحب الأفكار النافعة المفيدة التي تشتمل عليها هذه السلسلة المباركة وغيرها، وصاحب القلم الرشيق الذي قرّبها وحبّبها إلى قارئه، فعملت عملها في عقله وقلبه.
وقد خصّص المصنّف هذا الكتاب المبارك من تلك السلسلة للحديث عن بعض الشخصيات الإسلامية التاريخية بعد جيل الصحابة رضي الله عنهم، ممّن أثْروا في مسيرة الإسلام وشاركوا في بناء مجده في أبوابٍ متنوعة، وذلك بطريقةٍ قصصيةٍ تربويةٍ تركّز على إبراز الجوانب العملية التطبيقية إلى جوار المعارف العلمية النظرية، ومزج فيه التراجم والمواقف التاريخية بالظروف والحوادث الحياتية الواقعية، مع تنويعٍ طيبٍ في تناول شؤون الحياة المختلفة ومناصبها المتنوعة وأدوارها المتكاملة؛ لينير بذلك كله الطريق أمام المعلمين والمربين والمتعلمين والمتربين للسير على ذات الطريق التي سارت عليها تلك الشخصيات في نصرة الإسلام وريادته وإعادة عزّة المسلمين وحضارتهم.
عسى الله أن يرزق هذه السلسلة معلّمًا مربيًا يحمل هذه الصفات:
- ذكيًّا حصيفًا.
- واعيًا بما حوله.
- بصيرًا بالعقبات في طريقه.
- يَرتّب أوراقه ويخطّط لطريقه، ويدير مهمته بمهارة.
- يتعاون مع إخوانه ومع من يشاركونه في أهدافه من غير أن يضر بمهمته أو ينحرف عن هدفه.
- حريصًا على أهداف الإسلام الكبرى، لا يقدّم عليها آراءه، ولا يجعل من حزبه أو طائفته حاجزًا دون رؤية صالح المسلمين أجمعين.
فيأخذ أفكارها، ويعمل على أن يحوّلها إلى واقعٍ ومنهجٍ في أشخاصٍ يمشون على الأرض. وإن هذا لمأمولٌ في كل بقعةٍ من بقاع الدنيا.
يسرّ الله ذلك، وهيّأ له أهله، وأعانهم ووفّقهم، وكتب ذلك في ميزان حسناتهم، وحسنات المصنّف الذي ساق هذا الخير إليهم، وكذا كل من كان سببًا فيه ولو بأدنى نصيب.
اللهم آمين.
إن الشرف كل الشرف في خدمة هذا الدين، والقيام به، والسعي في سبيل عزّته، قام بذلك فردٌ أو طائفةٌ أو قامت به أمة، فإن له ولها ولهم الشرف والفخر أن انتخبهم الله عز وجل – بمنّه وكرمه وجوده – لهذا المقام.
ولنعلم أن أوقات الضعف التي نعيشها هي التي تظهر فيها المعادن، وتصطفى فيها النفوس، وتُعتلى فيها الذُّرى، وتُصاب فيها الأمجاد، ومما قد يخفى على العاملين: أن البذرة في هذا الطريق ولّادة، فربَّ فسيلةٍ تكون في صغرها صنوانًا، وعندما تكبر تنفرط سنبلتها لتكون مئة فسيلة؛ فطوبى لمن أقبل اليوم بالغرس، وطوبى ثم طوبى لمن حمي للعمل فيه بغير توانٍ، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن تابع الغراس بالسقي وجنّبه المخاطر.
وصلى الله وكرّم وشرف وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.
أحمد الجوهري عبد الجواد
5 من جمادى الأولى 1447هـ – الموافق 27 / 10 / 2025م
تحميل كتاب العظماء المبدعون وآثارهم في التاريخ PDF - عبد الجواد السيوطي
هذا الكتاب من تأليف عبد الجواد السيوطي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور.
في حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال أحد الروابط التالية:
بلّغ عن الكتاب
أو من خلال التواصل معنا
حقوق الكتب المنشورة عبر مكتبة فولة بوك محفوظة للمؤلفين ودور النشر
لا يتم نشر أي كتاب دون موافقة صريحة من المؤلف أو الجهة المالكة للحقوق
إذا تم نشر كتابك دون علمك أو بدون إذنك، يرجى الإبلاغ لإيقاف عرض الكتاب
بمراسلتنا مباشرة من هنــــــا