تحميل كتاب الضباب والغابة pdf الكاتب فلاح الجواهري

في مجموعته القصصية "الضباب والغابة" يحاكي "فلاح الجواهري" ذكريات الزمن القديم فيناجي الآخر بقدر ما يتحدث عن الذات. هي قصص وحكايات وذكريات عاشها مؤلفها في أزمنة مختلفة، على طول حياته ومفترقاتها. إنه هنا يرسم الحكايات بلغة شعرية غاية في الدقة والمتعة والجاذبية، يكتب اللقطات من زوايا مختلفة. يتواصل من خلالها مع التفاصيل المحيطة بالإنسان في وسط العوالم المتلونة في هذه الحياة. هي صور متداخلة ومتشابكة مع الذاتي والإنفعالي، تماماً كما مع الشعري في وصف الأشياء والحالات. ففي فاتحة حكاياته "الضباب والغابة" يتناول حكاية فنان على مشارف العقد الثامن ما يزال عند مفترق الطرقات يقبع في غربة عن وطنه، وصفه بأنه مزمن ضياع " ... هل أنت تتبع الضباب أم أنه هو الذي يتبعك، ها هي أحزمة منه تقترب منك متوجسة، شاحبة، حذرة، تنزلق فوقها أوشحة أخرى باتجاهات متغايرة (...) للضباب همس مبهم .. (...) أنت محوط الآن بأحزمة ضباب أكثف وأشباح تتحرك .. تظهر وتختفي .. إنها جذوع السنديان الضخم العتيق .. تواصل ...". وفي بقية قصصه اللاحقة ينحو الكاتب صوب الإلهي والوجودي كمنظور فني وكأسلوب في الكتابة الشعرية حيث يتخذ لها عناوين متنوعة مثل: "إختر منيتتات، حبتا الكرز، فانتازيا، الرسم عبر الهاتف، مسعودة، السينمة، يا رمز المعالي".

"تحمل تحت ذراعك زرقة البحر الملتمع، الكابي، المعتم، الشفاف بخضاب البنفسج، المتورد الخلجان بالحصى. تحمل البحر أقحواني الأفق .. لحظة سارعت لتستوحي منه على وريقاتك لقطة من مزاجه البحري عبرت فيها بألوانك على

عجل وانفعال منبهر منتش وجدت نفسك وفرشاتك وألوانك وقد أبدلت مسارك ومسار كل أدواتك لتماشي مزاجه المتبدل في غنج ثانية بثانية. هنا تحت ذراعك، وأنت تسير على غيمة من ذهول ،حالم شاشات مترامية الأبعاد تظهر عليها تفاصيل ذكرياتك براقة متفجرة الألوان زاهية حينًا ، ضبابيةً غامضة عسيرة الوضوح حينا آخر.

عدتك تلك قربت الأبعاد التي تلاشت .. الهيئات والفضاءات المترامية الجدران المصمتة والنخرة المتهاوية .. الواحة والصحراء .. النهر المتدفق والجدول الرائق .. ضفاف الطين والرمل .. وأرضًا مشت فيها أخاديد الجفاف المعروقة .. هنا سعف النخل المتناثر الهفهاف كشعور السعالي في ليلة عاصفة .. هنا حزنها الأزلي المستوحش في لفح هاجرة صموت."

تحميل كتاب الضباب والغابة PDF - فلاح الجواهري

هذا الكتاب من تأليف فلاح الجواهري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها